نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 312
العذاب ؛ قال الليث : السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً ، وقال شمر : سامُوهم أَرادوهم به ، وقيل : عَرَضُوا عليهم ، والعرب تقول : عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ ؛ قال الكسائي : وهو بمعنى قول العامة عَرْضٌ سابِريٌّ ؛ قال شمر : يُضْرَبُ هذا مثلاً لمن يَعْرِضُ عليك ما أَنت عنه غَنيّ ، كالرجل يعلم أَنك نزلت دار رجل ضيفاً فَيَعْرِضُ عليك القِرى . وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عليه . ويقال : سُمْتُه حاجةً أَي كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها ، من قوله تعالى : يَسُومُونكم سُوءَ العذاب ؛ أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب . وفي حديث فاطمة : أَنها أَتت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بِبُرْمةٍ فيها سَخِينَةٌ فأَكل وما سامني غَيْرَه ، وما أَكل قَطُّ إِلَّا سامني غَيْرَه ؛ هو من السَّوْمِ التكليف ، وقيل : معناه عَرَضَ عَليَّ ، من السَّوْمِ وهو طلب الشراء . وفي حديث علي ، عليه السلام : مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَه الله الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ . والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ : العلامة . وسَوَّمَ الفرسَ : جعل عليه السِّيمة . وقوله عز وجل : حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند ربك للمُسْرفين ؛ قال الزجاج : روي عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة ، وقال غيره : مُسَوَّمة بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أَنها مما عَذَّبَ الله بها ؛ الجوهري : مُسَوَّمة أَي عليها أَمثال الخواتيم . الجوهري : السُّومة ، بالضم ، العلامة تجعل على الشاة وفي الحرب أَيضاً ، تقول منه : تَسَوَّمَ . قال أَبو بكر : قولهم عليه سِيما حَسَنَةٌ معناه علامة ، وهي مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ ، قال : والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين ، كما قالوا ما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه ، فصار سِوْمى وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها . وفي التنزيل العزيز : والخيلِ المُسَوَّمَةِ . قال أَبو زيد : الخيل المُسَوَّمة المُرْسَلة وعليها ركبانها ، وهو من قولك : سَوَّمْتُ فلاناً إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وما يريد ، وقيل : الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة . وقال ابن الأَعرابي : السِّيَمُ العلاماتُ على صُوف الغنم . وقال تعالى : من الملائكة مُسَوَّمين ؛ قرئَ بفتح الواو ، أَراد مُعَلَّمين . والخَيْلُ المُسَوَّمة : المَرْعِيَّة ، والمُسَوَّمَةُ : المُعَلَّمةُ . وقوله تعالى : مُسَوّمين ، قال الأَخفش : يكون مُعَلَّمين ويكون مُرْسَلِينَ من قولك سَوَّم فيها الخيلَ أَي أَرسلها ؛ ومنه السائمة ، وإِنما جاء بالياء والنون لأَن الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكْبانُها . وفي الحديث : إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِينَ أَي مُعَلَّمِينَ . وفي الحديث : قال يوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ أَي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضاً . وفي حديث الخوارج : سِيماهُمُ التحليق أَي علامتهم ، والأَصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمدّ وتقصر ، الليث : سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم عليه بحريرة أَو بشيء يعرف به ، قال : والسِّيما ياؤها في الأَصل واو ، وهي العلامة يعرف بها الخير والشر . قال الله تعالى : تَعْرفُهم بسيماهم ؛ قال : وفيه لغة أُخرى السِّيماء بالمد ؛ قال الراجز : غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ يافِعاً ، * له سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ [1] تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً . الجوهري : السيما مقصور من الواو ، قال تعالى : سِيماهُم في وجوههم ؛ قال :
[1] قوله سيماء ؛ هكذا في الأَصل ، والوزن مختل ، ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية .
312
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 312