نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 185
وناقة مُخَضْرَمَةٌ : قُطعَ طرَف أُذنها . والخَضْرَمةُ : قَطْعُ إحدى الأُذنين ، وهي سِمَةُ الجاهلية . وخَضْرَمَ الأُذن : قطع من طرفها شيئاً وتركه يَنُوسُ ، وقيل قطعها بنصفين ، وقيل : المُخَضْرَمَةُ من النوق والشاء المقطوعة نصف الأُذن ؛ وفي الحديث : خَطَبَنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يوم النحر على ناقة مُخَضْرَمَةٍ ، وقيل : المُخَضْرَمَةُ التي قطع طرف أُذنها ، وكان أَهل الجاهلية يُخَضْرِمونَ نَعَمَهُمْ ، فلما جاء الإِسلامُ أَمرهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أن يُخَضرِموا من غير الموضع الذي يُخَضْرِمُ منه أَهل الجاهلية ، وأَصل الخَضْرَمَةِ أَن يجعل الشيء بَيْنَ بَيْنَ ، فإذا قطع بعض الأُذن فهي بين الوافِرَةِ والناقِصة ، وقيل : هي المنتوجة بين النجائب والعُكاظِيَّات ، ومنه قيل لكل من أَدْرَكَ الجاهلية والإِسلام : مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمَتَيْنِ . وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ : أَخطأَت خافِضَتُها فأصابت غير موضع الخَفْضِ . وامرأة مُخَضْرَمَةٌ أَي مخفوضة . قال إبراهيم الحربي : خَضْرَمَ أَهل الجاهلية نَعَمَهُمْ أَي قطعُوا من آذانها في غير الموضع الذي خَضْرَمَ فيه أَهلُ الجاهلية ، فكانت خَضْرَمَةُ أَهل الإِسلام بائنة من خَضْرَمَةِ أَهل الجاهلية . وقد جاء في حديث : أَن قوماً من بني تميم بُيِّتُوا لَيْلاً وسِيقَ نَعَمُهُمْ ، فادعوا أَنهم خَضْرَمُوا خَضْرَمَةَ الإِسلام وأَنهم مسلمون ، فردوا أَموالهم عليهم ، فقيل لهذا المعنى لكل من أَدرك الجاهلية والإِسلام : مُخَضْرَمٌ ، لأَنه أَدرك الخَضْرَمتَينِ : خضْرمة الجاهلية وخَضْرمة الإِسلام . ورجل مُخَضْرَمٌ : لم يَخْتَتِنْ . ورجل مُخَضْرَمٌ إذا كان نصفُ عمره في الجاهلية ونصفه في الإِسلام . وشاعر مُخَضْرَمٌ : أَدرك الجاهلية والإِسلام مثل لَبيدٍ وغيره ممن أَدركهما ؛ قال الشاعر : إلى ابنِ حَصانٍ ، لم تُخَضْرَمْ جدودُه ، * كثيرِ الثَّنا والخِيم والفَرْعِ والأَصْلِ قال ابن بري : أَكثر أَهل اللغة على أَنه مُخَضْرِمٌ ، بكسر الراء ، لأَن الجاهلية لما دخلوا في الإِسلام خَضْرَمُوا آذان إبلهم ليكون علامة لإِسلامهم إن أُغِيرَ عليها أَو حُورِبوا . ويقال لمن أَدْرَكَ الجاهلية والإِسلام : مُخَضْرِمٌ ، وأَما من قال مُخَضْرَمٌ ، بفتح الراء ، فتأويله عنده أَنه قُطِعَ عن الكفر إلى الإِسلام . وقال ابن خالويه : خَضْرَمَ خَلَّطَ ، ومنه المُخَضْرِمُ الذي أَدرك الجاهلية والإِسلام . ورجل مُخَضْرَمٌ : أَبوه أَبيض وهو أَسود . ورجل مُخَضْرَمٌ : ناقص الحَسَبِ . وقيل : هو الذي ليس بكريم النسب . ورجل مُخَضْرَمُ النسب أَي دَعِيٌّ ، وقد يُتْرَكُ ذكر النسب فيقال : المُخَضْرَمُ الدَّعِيُّ ، وقيل : المُخَضْرَمُ في نسبه المختلط من أَطرافه ، وقيل : هو الذي لا يعرف أَبواه ، وقيل : هو الذي ولدته السَّراري ؛ وقوله : فقلت : أَذاكَ السَّهمُ أَهْوَنُ وَقْعَةً * على الخُضْرِ ، أَم كَفُّ الهَجينِ المُخَضْرَمِ ؟ [1] إنما هو أَحد هذه الأَشياء التي ذكرناها في الحَسَب والنسبِ . ولحم مُخَضْرَم ، بفتح الراء : لا يدرى أَمن ذكر هو أم من أُنثى . وطام مُخَضْرَمٌ : حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنه الذي ليس بحُلْوٍ ولا مُرّ ، وفي التهذيب : بين الثقيل والخفيف . وماء مُخَضْرَمٌ : غير عَذْبٍ ؛ عنه أَيضاً . وماء خُضَرِمٌ ؛ عن يعقوب : بين الحلو والمِلْحِ .