responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غريب الحديث نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 84


19 - قال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أجد نفس ربكم من قبل اليمن " يرويه يزيد بن هارون عن جرير عن شبيب بن نعيم الكلاعي عن أبي هريرة وقال يزيد إنما يعني بذلك أن الأنصار من اليمن وأن الله نفس عنه الكرب بهم ويقال أنت في نفس من أمرك أي في سعة ويقال اعمل وأنت في نفس أي في فسحة قبل الهرم والأمراض وأشباه ذلك من الحوادث ونحو هذا الحديث قوله " لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن " يريد أنه تفرج بها الكرب ويذهب بها الجدب يقال اللهم نفس عني أي فرج عني فمن نفس الله بالريح أنها إذا هشت في البلد الحار والهواجر أذهب الوهد وأطابت للمسافر المسيو إذا هبت أنشأت السحاب وألقحته بإذن الله وكانت العرب تقول إذا كثر ت الرياح كثر الحب وإذا تنسمها عليل أو محزون وجد في نسيمها شفاء وفرجا مما يجد قال الشاعر من الطويل فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت * على كبد محزون تجلت همومها قال العتبي هجمت على بطن بين جبلين فيما رأيت واديا أخصب منه فإذا وجوه أهله مهجة وألوانهم مصفرة فاسدة فقلت واديكم أخصب واد وأنتم لا تشبهون المخاصيب فقال لي شيخ منهم ليس لنا ريح وقد نصر الله تعالى رسوله بالصبا ونفس عنه الكرب يوم الأحزاب بالريح فقال عز وجل " فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها " فهي من نفس الله كما كان الأنصار من نفس الله تعالى ومما يزيد هذا التأويل وضوحا حديث حدثنيه أحمد بن الخليل عن محمد بن حرب عن الليث بن سعد عن يونس عن ابن شهاب عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة أنه قال لعمر " الريح من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب فلا تسبوها " فروح الله بمنزلة نفس الله ما أكثر من يذهب من حملة الحديث إلى غير ما ذهبنا إليه وإذا وقع الحرف بين تأويلين ولم يكن لنا فيهما إمام من السلف نقلد مثله ملنا إلى أقربهما من السلامة ألا ترى أن من ذهب إلى هذا المذهب في نفس الرحمن صادق وإن كان مراد النبي عليه الصلاة

84

نام کتاب : غريب الحديث نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست