أي : أغضبني ، ويقال أشكعه : أمله وأضجره . يقال : شكعت من كذا ، إذا مللته ، وهذا أعجب إلي الأول لقول أبي وجزة : " من البسيط " سل الهوى ولبانات الفؤاد بها * والقلب شاكي الهوى من حبها شكع * * * وقال أبو محمد في حديث عمر رضي الله عنه ، ان عاملا له على الطائف كتب إليه ، ان رجالا من فهم كلموني في خلايا لهم ، أسلموا عليها وسألوني أن أحميها لهم . فكتب إليه عمر : إنما هو ذباب غيث ، فإن أدوا زكاته فاحمه لهم . الخلايا ، مواضع النحل التي تعسل فيها ، الواحدة خلية . وقوله : إنما هو ذباب غيث ، أي : يكون مع الغيث ، يريد أنها تعيش بالمطر ، لأنها تأكل ما ينبت عنه . فإذا لم يكن غيتا لم يكن لها ما تأكل فشبهها بالراعي والسائم من النعم ، إذا لم يكن على صاحبها منها مؤونة ، وأوجب فيها الزكاة * * * وقال أبو محمد في حديث عمر رضي الله عنه ، إن سعد بن الأخرم قال : كان بين الحي وبين عدي بن حاتم تشاجر ، فأرسلوني إلى عمر بن الخطاب فأتيته ، وهو يطعم الناس من كسور إبل ، وهو قائم متوكئ على عصى متزر إلى أنصاف ساقيه ، خذب من الرجال ، كأنه راعي غنم ، وعلي حلة ابتعتها بخمس مائة درهم ، فسلمت عليه ، فنظر إلي بذنب عينيه ، وقال لي رجل : أمالك معوز ؟ قلت : بلى ، قال : فألقها ، قال فألقيتها ، وأخذت معوزا ، ثم لقيته فسلمت فرد علي السلام . يرويه سفيان عن شيخ من طي عن سعد بن الأخرم . كسور الإبل ، أعضاؤها ، والخدب ، العظيم الجافي ، ولذلك قيل للظليم : خذب .