مع الاسم ، وهذا تغيير في الاخر ، وكذا في ألف المثنى ويائه ، وواو الجمع ويائه . وذلك [1] لأنه قال : الاعراب ما اختلف آخر المعرب به ، والمعرب ، كما ذكرنا هو المركب مع عامله ، ولا يدخل العامل في المضاف إلى الياء والمنسوب والمؤنث بالتاء والمثنى والمجموع إلا بعد لحاق الأحرف المذكورة بها ، لأنك أخبرت ، مثلا ، في قولك : جاءني مسلمان ، عن المثنى ، ولم تخبر عن المفرد ثم تثنيه ، وكذا البواقي ، فقبل لحاق هذه الأحرف كان الاسم مبنيا لعدم التركيب ، فلم يختلف آخر المعرب بهذه الأحرف . ولا يقال : ان الحد غير جامع ، لان التغيير في نحو مسلمان ومسلمون ، ليس في الاخر ، إذ الاخر هو النون ، وذلك لان النون فيهما كالتنوين فكما أن التنوين لعروضه لم يخرج ما قبله عن أن يكون آخر الحروف ، فكذا النونان . قال المصنف : إنما اخترت هذا الحد ، وهو مختار عبد القاهر [2] ، على ما نسب إليه الأندلسي [3] ، على حد [4] بعض المتأخرين : الاعراب اختلاف الاخر ، لان الاختلاف أمر لا يتحقق ثبوته في الاخر حتى يسمى اعرابا . ولهم أن يقولوا : إنك أيضا أثبت الاختلاف من حيث لا تدري بقولك : ما اختلف آخره به ، ولا يختلف آخر شئ بشئ إلا وهناك اختلاف ، إذ الفعل متضمن للمصدر . وقال [5] : ولو ثبت الاختلاف أيضا ، فهو أمر واحد ناشئ من مجموع الضم والفتح والكسر ، لا من كل واحد منها ، إذ لو لزم آخر الكلمة واحد منها لم يكن هناك اختلاف ،
[1] مرتبط بقوله قبل قليل : ولا يعترض على الحد . . [2] الامام عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني من علماء القرن الخامس . [3] أبو محمد ، القاسم بن أحمد الأندلسي ، نشأ بالأندلس ونسب إليها ثم تنقل بين دمشق وبغداد حتى توفي بدمشق سنة 661 ه وكان قريب العهد من الرضى حيث عاشا معا في القرن السابع ، قال السيوطي في البغية أن له شرحا على المفصل للزمخشري ، ويوجد عالم آخر اسمه الأندلسي متأخر عن الرضى واسمه أبو جعفر أحمد بن يوسف الرعيني توفي سنة 779 ه . [4] أي إنما اخترته على حد بعض المتأخرين ، أي فضلته عليه . [5] أي المصنف .