وينتقض ما قاله بنحو : حسبك وزيدا درهم ، فان الكاف مفعول في المعنى ، إذ المعنى : يكفيك ، وأما تعين " عمرا " في المثال المذكور للعطف ، فلان أصل الواو التي قبل المفعول معه هو العطف ، وإنما يعدل ما بعدها عن العطف إلى النصب ، نصا على المعنى المراد ، من المصاحبة ، لان العطف في : جاءني زيد وعمرو ، يحتمل تصاحب الرجلين في المجئ ، ويحتمل حصول مجئ أحدهما قبل الاخر ، والنصب نص في المصاحبة ، وفي قولك : ضربت زيدا وعمرا ، لا يمكن التنصيص بالنصب على المصاحبة ، لكون النصب في العطف الذي هو الأصل أظهر .