ما ذكره غيره ، لان جميعها مشروط بالعملية ، واشتهار المسمى بعلمه مما يزيل اللبس في الغالب . ثم الحق ، أن كل موضع قامت فيه قرينة تزيل اللبس جاز ترخيم جميع ما ذكر ، على نية الضم [1] كان ، أو ، لا ، وإلا فلا . والفراء يحذف الساكن أيضا في الاسم الذي قبل آخره ساكن ، نحو هرقل وسبطر [2] ، على نية المحذوف ، لئلا يشبه الحرف نحو نعم وأجل . وهو ضعيف ، لان معنى نية المحذوف أن المحذوف كالملفوظ ، [3] والكوفيون يحذفون في نحو حولا يا ، وبردرايا ، الأحرف الثلاثة ، أعني الألفين مع الياء التي بينها كزيادة الجمع ، والبصريون يجتزئون بحذف الألف الأخيرة لتحصين الياء قبلها بحركتها من الحذف . قوله : " وإن كان مركبا حذف الاسم الأخير " ، لما أريد حذف شئ منه وكان موضع اتصال الكلمتين كالمفصل ، والكلمتان كعظمتين متصلتين عنده ، فهو أقبل للفك من مفاصل [4] المتصل بعضها ببعض ، لأنه قريب العهد بالالتئام بسبب التركيب العارض : جذف [5] الجزء الأخير بكماله ، فإذا رخمت خمسة عشر قلت : يا خمسة أقبل ، وفي الوقف تقلب التاء هاء في اللغتين ولا تخليها تاء [6] ، لأنها تلك التاء التي كانت في خمسة قبل أن يضم إليها عشر ، كما أنك لو سميت رجلا بمسلمتين قلت في الوقف يا مسلمه بالهاء ، لان التاء تطرفت لفظا ، ولا يوقف على تاء التأنيث [7] إلا في بعض اللغات .
[1] يقصد على كل من اللغتين في المرخم لغة من ينوي المحذوف ، ولغة من لا ينويه ، والعبارة هكذا في النسخ المطبوعة . [2] هرقل اسم ملك الروم ، وسبطر أي ممتد أو طويل . [3] أي فالشبه بالحرف موجود . [4] أي من مفاصل الكلمات المتصل بعضها ببعض . [5] جواب قوله : لما أريد حذف شئ منه . [6] أي لا تبقها تاء . [7] أي ببقائها تاء من غير ابدال .