وألا إن [1] ، على ما يجئ في موضعيهما ، قالوا : وليس المحذور اجتماع التعريفين المتغايرين بدليل قولك : يا هذا ، ويا عبد الله ، ويا أنت ، ويا ألله ، بل الممتنع اجتماع أداتي التعريف لحصول الاستغناء بأحدهما . وقال المبرد ، في الاعلام ، إنها تنكر ثم تعرف بحرف النداء ، ولا يتم ما قال في : يا ألله ، ويا عبد الله [2] . وقال المازني ، في اسم الإشارة : ينكر ثم يجبر بحرف النداء ، ومن ثم لا يقال : هذا أقبل ، أي يا هذا . ولا حاجة إلى ما ارتكبا ، إذ لا منع من كون الشئ المعين مواجها مقصودا بالنداء ، وأي محذور من اجتماع مثل هذين التعريفين ، هذا ، ولما قصدوا الفصل بين حرف النداء واللام [3] بشئ ، طلبوا اسما مبهما غير دال على ماهية معينة ، محتاجا بالوضع في الدلالة عليها إلى شئ آخر ، يقع النداء في الظاهر على هذا الاسم المبهم لشدة احتياجه إلى مخصصه الذي هو ذو اللام . وذلك أن من ضرورة المنادى أن يكون متميز الماهية ، وإن لم يكن معلوم الذات ، فلا معنى لنحو ، يا شئ ، ويا موجود ، إلا أن يكنى بمثلهما عن أن المخاطب ، ما فيه شئ ، مما يكون في العقلاء إلا أنه يقع عليه اسم الشئ والموجود ، وهذا مجاز ، وكلامنا في الحقيقة . فوجدوا الاسم المتصف بالصفة المذكورة " أيا " بشرط قطعه عن الإضافة ، إذ هي تخصصه ، نحو : أي رجل ، واسم الإشارة ، وأما لفظ شئ ، وما بمعنى شئ ، فإنهما وإن كانا مبهمين ، لكن لم يوضعا على أن يزال إبهامهما بالتخصيص ، بخلاف : أي ،
[1] اجتمع في " لقد " لام التوكيد وحرف التحقيق ، وفي " ألا إن " حرفان يستفتح بهما الكلام ويدلان على الثبوت وتزيد " ان " بإفادتها التوكيد . [2] لان لفظ الجلالة لا يقبل التنكير ولو فرضا ، والعلم المضاف إلى لفظ الجلالة انما اكتسب التعريف منها . [3] أي حرف التعريف .