اجتمعت الشروط ، اختير فتح المنادى ، ولا يجب ، وقد ذهب بعضهم إلى وجوبه . وإنما اختير فتح المنادى مع هذه الشروط ، لكثرة وقوع المنادى جامعا لها ، والكثرة مناسبة للتخفيف ، فخففوه لفظا بفتحه ، وسهل ذلك كون الفتحة حركته المستحقة في الأصل ، لكونه مفعولا . وخففوه خطا بحذف ألف ابن ، وابنة [1] . والكوفيون يجوزون فتح المنادى العلم الموصوف باي صفة منصوبة كانت ، نحو : يا زيد ذا المال . وبعض البصريين يجوزون فتح المنادى المفرد المعرفة ، علما كان ، أو ، لا إذا وقع موصوفا بابن ، الواقع بين متفقي اللفظ ، نحو يا عالم بن العالم . والعلم المتصف بابن وابنة ، الجامع للشرائط الأربع في غير النداء يخفف بحذف تنوينه وجوبا ، وبحذف ألف " ابن " خطا ، أيضا نحو جاءني زيد بن عمرو . وقوله : 117 - جارية من قيس بن ثعلبة [2] شاذ . وإن اختل إحدى الشرائط لم يحذف التنوين ، ولا الألف خطا ، والمعتبر في كل ما ذكرنا لفظ ابن ، وابنة ، لا تثنيتهما وجمعهما ، وتصغيرهما ، لأنه لا يكثر استعمالهما كذلك ، وكذا المعتبر كون العلم الموصوف مفردا ، لان المثنى والمجموع ليسا بعلمين ، أيضا ، ولا يكثر استعمالها .
[1] قيد ذلك علماء الرسم . بان يكون لفظ ابن غير واقع في أول السطر ، وإلا رسمت الألف قبله ولو اجتمعت كل هذا الشروط . [2] هو مطلع أرجوزة للأغلب العجلي يقصد به امرأة من العرب اسمها " كلبة " وكانت بينه وبينها مهاجاة وفي الأرجوزة التي منها الشاهد فحش كثير .