وقوله تعالى : " ولكن البر من آمن " [1] ، وان قدرنا المضاف في مثله في المبتدأ ، أي لكن ذا البر من آمن ، وحالها إقبال ، أو في الخبر نحو : بر من آمن ، وذات إقبال . أو جعلنا المصدر بمعنى الصفة ، نحو : ولكن البار ، وهي مقبلة ، جاز ، لكنه يخلو من معنى المبالغة . والثاني أي الذي لا يغاير المبتدأ لفظا ، يذكر للدلالة على الشهرة ، أو عدم التغير ، كقوله : 70 - أنا أبو النجم وشعري شعري [2] . أي : هو المشهور المعروف بنفسه لا بشئ آخر ، كما يقال مثلا : شعري مليح ، وتقول : أنا أنا ، أي ما تغيرت عما كنت ، قال : 71 - رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع * فقلت وأنكرت الوجوه هم هم [3] وأما الجامد فإن كان مؤولا بالمشتق نحو قولك : هذا القاع عرفج كله أي غليظ ، تحمل الضمير ، فكله ههنا تأكيد للضمير ، ويجوز أن يكون مبتدأ مؤخرا عن الخبر . وإن لم يكن مؤولا به ، لم يتحمله خلافا للكسائي ، فكأنه نظر إلى أن معنى : زيد أخوك ، متصف بالاخوة ، وهذا زيد ، أي متصف بالزيدية أو محكوم عليه بكذا ،
[1] الآية 177 من سورة البقرة . [2] من أرجوزة لأبي النجم العجلي وبعده : لله دري ما أجن صدري * من كلمات باقيات الحر تنام عيني وفؤادي يسري * مع العفاريت بأرض قفر [3] لأبي خراش الهذلي من قصيدة يذكر فيها تفلته من أعداء له كانوا يترصدونه ، ومعنى رقوني : سكنوني أي فعلوا ما يطمئنني ويجعلني أسكن إليهم ولكني عرفت خدعتهم . لأنهم هم أعدائي الذين يقصدون قتلي !