والمعنوية نحو : أكل الكمثري موسى ، واستخلف المرتضى المصطفى صلى الله عليه وسلم [1] ، ونحو ذلك . وكذا إن كان الفاعل ضميرا متصلا ، وجب تقديمه على المفعول ، سواء كان المفعول اسما ظاهرا ، كضربت زيدا ، أو مضمرا منفصلا ، كما ضربت إلا إياك ، أو مضمرا متصلا ، كضربتك ، لئلا يصير المتصل منفصلا . فان قيل : ففي المثال الذي أوردته أخيرا ، أعني ضربتك ، صار الذي هو ضمير متصل منفصلا عن عامله . قلت : لما كان التاء فاعلا وضميرا متصلا ، وكلا الامرين موجب للاتصال بالعامل صار بهما [2] كبعض حروف الفعل ، ألا ترى إلى إسكان لام ضربت بخلاف : ضربك ، وذلك أنهم لا يجيزون توالي أربع حركات في كلمة واحدة ، فلما صار هذا المركب كالكلمة الواحدة عاملوه معاملتها فصار ضمير المفعول في ضربتك كأنه اتصل بالعامل . أما لو تقدم المفعول على الفاعل مع اتصالهما لكان الفاعل المتصل غير متصل بعامله ، ولا بما هو كالجزء من عامله ، لان المفعول ، وإن كان من حيث كون ضميرا متصلا كالجزء ، لكنه من حيث كونه مفعولا ، فضلة . قوله : " أو وقع مفعوله بعد " إلا " ، أي مفعول الفاعل نحو قولك : ما ضرب زيد إلا عمرا . وينبغي أن تعرف أولا ، أنك إذا ذكرت قبل أداة الاستثناء معمولا خاصا للعامل فيما بعدها وجب أن يكون ما لذلك المتقدم من الفاعلية أو المفعولية ، أو الحالية ، أو غير ذلك محصورا في المتأخر ، وما لذلك المتأخر من تلك المعاني باقيا على الاحتمال ، لم يدخله
[1] هذا التمثيل مما يدل على تشيع الرضى . فهو يريد بالمرتضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتلك هي عقيدة الشيعة . [2] بهما أي بكونه فاعلا وكونه متصلا .