لاطراد منع صرف جميع ما على هذا الوزن . وقال المبرد : هو عربي جمع سروالة ، والسروالة قطعة خرقة ، قال : 33 - عليه من اللؤم سروالة * فليس يرق لمستعطف [1] ويشكل عليه : أن اطلاق لفظ الجمع على الواحد ، لم يجئ في الأجناس ، فلا يقال لرجل : رجال ، بلى ، جاء ذلك في الاعلام ، كمدائن في مدينة معينة . وجوابه : أن الجمع فيه مقدر لا محقق ، كالعدل في عمر ، وذلك أن لنا قاعدة ممهدة : أن ما على هذا الوزن لا ينصرف الا للجمعية ، ولم تتحقق فيه لكونه لالة مفردة [2] ، فقدرناها لئلا تنخرم القاعدة ، وأيضا ، إذا اشتمل الشئ على الأقطاع [3] ، جاز لك أن تطلق اسم تلك الأقطاع على المجتمع منها ، كبرمة أعشار . وليس للخصم أن يقول : ان مثل هذا مختص بوزن أفعال ، لأنه قد جاء نحو قوله : 34 - جاء الشتاء وقميصي أخلاق * شراذم يعجب منه التواق [4] وشراذم لفظ جمع بالاتفاق . وقد نسب إلى سيبويه أن أفعالا مفرد . وقال أبو الحسن [5] : ان من العرب من يصرف سراويل لكونه مفردا .
[1] وجه الاستشهاد بالبيت على ما ذهب إليه المبرد ظاهر . ولكنهم قالوا ان البيت مصنوع ، أو أنه مجهول القائل . وإذا كان جمع سروالة فكان المعنى عليه قطعة من اللوم . ولا يتفق مع الذم المقصود من البيت . [2] أي لان السراويل موضوع لشئ مفرد وهو اللباس المعين . [3] أي الاجزاء . [4] شراذم أي قطع . والتواق بالتاء المثناة وآخره قاف . قال البغدادي نقلا عن الفراء وغيره انه اسم ابن الشاعر . ولم يذكر أحد اسم هذا الشاعر أكثر من أنه بعض الاعراب . وروى : النواق بالنون . والنواق : الذي يرود الأمور ويصلح ما فسد منها . فكأنه يريد به الرفاء . [5] يريد به الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة وتقدم ذكره .