فتبين بدليل الحصر حد كل واحد من الأقسام ، لأنه ذكر فيه جنس كل واحد وفصله كما بينا ، والمركب من الجنس والفصل هو الحد . الكلام معناه وكيفية تركيبه قال ابن الحاجب : " الكلام ما تضمن كلمتين بالاسناد ، ولا يتأتي ذلك إلا في اسمين ، أو في فعل واسم " قال الرضي : إنما قدم حد الكلمة على حد الكلام مع أن المقصود الأهم من علم النحو : معرفة الاعراب الحاصل في الكلام بسبب العقد والتركيب ، لتوقف [1] الكلام على الكلمة توقف المركب على جزئه . ويعني بتضمنه الكلمتين : تركبه منهما وكونهما جزأيه ، وذلك من دلالة المركب على كل جزء من أجزائه دلالة تضمن . وجزءا الكلام يكونان ملفوظين ، كزيد قائم ، وقام زيد ، ومقدرين كنعم في جواب من قال : أزيد قائم ، أو ، أقام زيد ، أو أحدهما دون الاخر وهو إما الفعل ، كما في : إن زيد قام أو الفاعل كما في : زيد قام أو المبتدأ ، أو الخبر كما في قوله تعالى : " فصبر جميل " [2] . والمراد بالاسناد أن يخبر في الحال أو في الأصل بكلمة أو أكثر عن أخرى ، على أن يكون المخبر عنه أهم ما يخبر عنه بذلك الخبر في الذكر وأخص به . فقولنا أن يخبر ، احتراز عن النسبة الإضافية ، وعن التي بين التوابع ومتبوعاتها .
[1] تعليل لقوله : إنما قدم حد الاسم . [2] الآية 18 من سورة يوسف .