طردوا الأوابد في الفدافد طردهم * للاعوجية في مجال العثير ركبوا إليها يوم لهو قنيصهم * في زيهم يوم الخميس المصخر إنا لتجمعنا وهذا الحي من * بكر أذمة سالف لم تخفر أخلاقنا فكأننا من نسبة * ولداتنا فكانتا من عنصر اللابسين من الجلود الهبر ما * أغناهم عن لامة وسنور لي منهم سيف إذا جردته * يوماً ضربت به رقاب الأعصر وفتكت بالزمن المدجج فتكة * البراض يوم هاجين ابن المنذر صعب إذا نوب الخطوب استصعبت * متنمر للحادث المتنمر فإذا عفا لم تلق غير مملك * وإذا سطا لم تلق غير معفر وكفاك من حب السماحة إنها * منه بموضع مقلة من محجر فغمامه من رحمة وعراصه * من جنة ويمينه من كوثر يحكى أنه أنشد هذه القصيدة وممدوحه راكب في جيشه فلما أنشد قوله بني العوالي السمهرية والمواضي * المشرفية والعديد الأكثر من منكم الملك المطاع كأنه * تحت السوابغ تبع في حمير ترجل العسكر كله ولم يبق أحد راكباً سوى الممدوح فلا يعلم سؤال كان جوابه نزول عسكر جرار غيره ومن الغريب ما توهمه بعض أهل العصر إن ابن هانيء مدح بهذه القصيدة سيف الدولة بن حمدان ممدوح المتنبي ويستدل على ذلك بقوله فيها لي منهم سيف إذا جردته * يوماً ضربت به رقاب الأعصر كيف وابن هانىء لم يدخل المشرق قط كما ذكره القاضي ابن خلكان وأما الاستدلال بالبيت فليس بشيء فإن الشعراء تشبه الممدوح بالسيف والسنان وبالسهم كما قال ابن هانىء من قصيدة أخرى في جعفر إذ عيشنا في مثل دولة جعفر * والعدل فينا ضاحك والنائل ندعوه سيفاً والمنية حده * وسنان جد والكتيبة عامل وقد وقفت في ديوان حسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم على قصيدة في وزان قصيدة ابن هانيء الرائية ورويها يفتخر فيها بقومه ويعدد أفعالهم وقد رأيت ايرادها هنا فإنها في غاية الحسن وديوانه قليل الوجود وهي