جعفر بن محمد الخطي . آل قارون لا كبا بكم الدهر * ولا زلتم رؤوس الرؤوس وهذا السيد ناصر عزهم . وناشر بزهم . وصفوة مجدهم . وبؤة مجدهم . وفرقد سمائهم . وأوحد عظمائهم . ورأس رؤسهم . وباسق غروسهم . الخطيب الشاعر . الرحيب المشاعر . نثر فأكثر . ونظم فأعظم . وصاب فأصاب . وجاد فأجاد . وقضى وشرع . ونضا وأشرع . ففرع وفنن . وبرع وتفنن . فنظمه وشح الزمان . ونثره نجح الأمان . يفضل زهر المروج . بل يفضح زهر البروج . ويفوق سجع الحمام . بل يخجل سفح الغمام وقد أثبت من كلامه . وزهرات أقلامه . ما تنافح به القمارى . وتصادح به القماري . أخبرنا شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني . قال كنت ذات يوم جالساً في مسجد السدرة أحد مساجد القرية المعمورة المسماة بحد حفص أحد قرى البحرين وهو مدرسة العلم . ومجمع أولي الفضل والحلم . وكان عميد البلاد وكبيرها . وقاضيها القايم به تدبيرها . السيد حسين ابن عبد الرؤوف جالساً في ذلك المجلس وإلى جنبه السيد ناصر المذكور . وأحد المدرسين يقري كتاب القواعد المشهور . فجاء ابن أخ السيد حسين المشار إليه نافحاً كمه . وزحزح السيد ناصر عن مكانه وجلس بجنب عمه . فغضب السيد ناصر وعتب . وتناول القلم مسرعاً وكتب . لا تعجبن من تقدم ذي البنان الخاضب . على ذي البيان الخاطب . وذي الطرف الفتون . على ذي الظرف والفنون . وذي الجسم الفاصل . على ذي الجسم الفاضل . وذي الطول . على ذي الطول . فإن الزمان طبع على هذه الشيمة . منذ كان في المشيمة . وكتب ناصر بن سليمان البحراني . ورمى بالبطاقة وقام . وأقام على المعنى من بلاء ما أقام . وأنشدني شيخنا المذكور للسيد ناصر هذا أيا من يغالي في القريب ويشتري * قرابة انسان بألف أباعد تعال فإني ليتني لا قريب لي * أبيعك منهم كل ألف بواحدٍ وأنشدني أيضاً قال ونظم هذه الأبيات وهو في السفينة وقد عصفت بهم الريح وأشرفوا على الغرق فقال خليلي لو ذقت النبأ قبل هذه * وحدثني عنها الصديق المصدق لعمركما لم أرتحل قيد إصبع * ولو كنت أحيى بالرحيل وأرزق