خلق الأنام لقهره ونواله * فهو الذي نشأت له الأشياء فلسيبه وعطائه بسؤاله * ولسبيه ولسيفه الأعداء شرك الأفاضل في خصائص فضلهم * وله خصائص دونها الاحصاء إن لم أخص مشاعري بمديحه * لا القلب ينفعني ولا الأعضاء إن لم تسعه منازلي ومعاهدي * فمحله بين الضلوع فضاء مال الخلائق حيث مال كأنه * شمس السما وكأنهم حرباء عادت عصافيراً بذات زمانه * وتصاغرت لجلاله الكبراء ومنه أنت العليّ ومن سواك أسافل * أنت الامام وما وراك وراء فعليك القاء الكلام على النهى * وعلى العقول السمع والاصغاء مروانه واملك واعط وامنح إذ * على الأيام إلا الطوع والامضاء قم هم وافتح وامض واعزم وانتصر * فعلى الزمان لحكمك الاجراء يا أيها الشهم المومل باية * يا من له الأحكام كيف يشاء كنا نضاء بكل ضوءٍ فاختفت * لما بدوت لضوءك الأضواء حسبي سموا إن تكن بي عارفاً * ما ضر أن ينكرني الضعفاء الكل أنت فإن علمت طويتي * لا ضير إن جهلتني الاجزاء لا غرو إن لم تفصح الأيام بي * الدهر ابن عطا وغني راء وبذا جرى طبع الزمان وأهله * دفن الكمال وأهله أحياء لك في مجاري الروح ودّ كامن * منه انبرى ذا القدح والابراء هب لي قصوري واغفرن ذنبي فما * أنا منه في هذا الهذاء براء ما الجود مخصوص ببذل المقتنى * بل منه عندي العفو والاغضاء هذا مديح من خلوص عقيدة * معلومة وتحية وثناءٌ تنبيه أشار بقوله الدهر ابن عطاء وإني راء إلى واصل ابن عطا المعتزلي وذلك أنه كان الثغ قبيح اللثغة في الراء فان يخلص كلامه منها ولا يفطن بذلك حتى ضرب به المثل واستعمل الشعراء ذلك في شعرهم كثيراً فمنه قول أبي محمد الخازن من قصيدة مدح بها الصاحب بن عباد وهي قوله .