الكبار . وبرع في فن الطب براعة لا يشق لها غبار . فلو أدركه الشيخ الرئيس . لقضى له بالرئاسه . أو ابن النفسي . لقال له فضلك الجدير بالنفاسه . أو المعلم الأول . لأذعن بأنه الذي عليه المعول . أو التالي . لقال إليه فليثن الأعنة الثاني . ولو راجعته البروق شاكية لزال خفقانها . أو الشمس عند الغروب لأذهب برقانها . إلى تقدس نفس وذات ومكارم أخلاق مستلذات واطلاق كف وطلاقة محياه يحيى بهما عفاة كرمه وعلمه إذا حيا ورد علينا من الهد في سنة خمس وسبعين وهو يرفل من الشباب في برد قشيب . ويتخلق من الوقار والسكينة بأخلاق الشنيب . فعاشرت منه صديق صدق ووفا . وصفي محبة وصفا . وحافظ لازمة الصحبة والعهود . وقائل من حدائق الفتوة في روض معهود . واعتنى في مدة يسيرة بأدب العرب . فملا منه الدلو إلى عقد الكرب . وأبرز فيه نثراً ونظماً . وأجرى من سلسال طبعه ما ينوب عن الماء الزلال لمن يظمأ وأما نظمه بلسانه فما زهر ربيعه وورد نيسانه وقد أقر له أقرانه بالاعجاز والتفرد في نوعي الحقيقة منه والمجاز وهذا حين أثبت من شعره العربي ما هو شرط الكتاب ونجعة المشاب فمنه قوله متغزلاً من أودع الشهد والسلاف فمه * والجوهر الفرد فيه من قسمه وواو صدغيه فوق عارضه * يا ليت شعري بالمسك من رقمه ووافر الحسن والجمال له * من دون كل الحسان من رسمه وخده الورد في تضرجه * ما ضره لو محبه لثمه دمي ودمعي بلحظه سفكا * فلا شقى منه ربه سقمه كم من قتيل بسيف مقلته * لم يخش ثاراً لما أباح دمه كتمت حبي عن الوشاة فما * ظن به كاشح ولا علمه وكم محب أعيت مذاهبه * أذاع سر الهوى وما كتمه وقوله أيضاً وأجاد في الجناس ما شاء قضى وجداً بحب أهيل رامه * وما نال الذي في الحب رامه محب لم يطع فيهم عذولاً * ولا قبلت مسامع الملامه بهاه عن الهوى لاحيه سراً * فقال له جهاراً في الملامه فقولوا يا أهيل الود قولوا * علام هجرتم المضني علامه