responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 324


ذاهب . فللناس فيما يعشقون مذاهب . وها أنا أعتذر إليه . من الايجاز في الثناء عليه . فما سطرته لمحة مما له أقفو . ويا عجباً مني أحاول وصفه . وقد فنيت فيه القراطيس والصحف . وله علي من الحقوق الواجب شكرها . ما يكل شباً يراعتي ذكرها . وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء إلي . وأنضيت إلى موائد فوائده بيعملات رحالي . واشتغلت عليه فاشتغل بي . وكاد دأبه تهذيب أدبي . ووهبني من فضله ما لا يضيع . وحنا علي حنو الظئر على الرضيع . ففرش لي حجر علومه . والقمني ثدي معلومه . حتى شحذ من طبعي مرهفاً .
ويرى من نبعي مثقفاً . فما يسفح به قلمي إنما هو من فيض بحاره وما ينفح به كلمي إنما هو من نسيم أسحاره ومن منائح مولانا مدائحه * لأن من زنده قدحي وايرائي هذا ولو جعلت أنبوبة القلم سادسة خمسي . وأفرغت في بياض الأرقام سواد نفسي . ورمت القيام له بأداء شكره . لا استهدفت لملام التقصير ونكره فأنا أتوسل إلى رب الثواب والجزا . أن يجعل نصيبه من رضوانه أو في الأنصبا والأجزا . وأما خبر ظهوره من الشام وخروجه .
وتنقله في البلاد تنقل القمر في بروجه . فإنه هاجر إلى الديار العجمية بعد ابدار هلاله .
وانسجام وسمي فضله وانهلاله . فأقام برهة من الدهر . محمود السيرة والسريرة في السر والجهر . عاكفاً على بث العلم ونشره . مؤرجاً الأرجاء بطيبه ونشره . ولما تلت الألسن سور أوصافه واجتلت الأسماع صور أقسامه بالفضل واتصافه . استدعاه أعظم وزراء مولانا السلطان إلى حضرته . وأحله من كنفه في بهجة العيش ونضوته . ثم رغب الوالد في انحيازه إلى جنابه . فاتصل به اتصال المحبوب بعد اجتنابه . فأقبل عليه اقبال الرامق الودود . وأظله بسرادق جاهه الممدود . فانتظم في سلك ندمائه . وطلع عطارداً في سمائه نجوم . حتى قصد الحج فحج . وقضى من مناسكه العج والثج . فأقام بمكة سنتين ثم عاد . فاستقبله ثانياً بالاسعاف .
والاسعاد . وكنت قد رأيته حال عوده ببندر المخا . ثم رأيته بحضره الوالد وبينهما من المودة ما يربى على الاخا . فأمرنا بالاشتغال عليه . والاكتساب مما لديه . فقرأت عليه الفقه والنحو والبيان والحساب وتخرجت عليه في النظم والنثر وفنون الآداب . وما زال يشنف أذاني بفوائده . ويملا أرداني بفوائده . حتى حسدنا عليه الدهر الحسود وجرى على سحيته في تبديل الأيام البيض بالليالي السود . فقضى الله علينا

324

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست