فأجابه بقوله أيا من حوى الافضال والفضل والنهى * وحاز التقى والدين والحسن والبها وأصبح فرداً في الكمال كأنما * تصوّر في تكوينه مثل ما اشتهى تطولت لما أن بعثت برفعة * إذا ما حكاها الروض قبل تشبها وكللت تاجي من جواهرك التي * تعالى بها قدراً على مفرق السها ودمت ولا زالت صفاتك كلما * تلاها محب زاد فيك تولها البيت الثاني ينظر إلى قول الأول خلقت مهذباً لا عيب فيه * كأنك قد خلقت كما تشاء ورأيت بخط الوالد ما نصه من املاء الشيخ محمد باكراع بمكة سنة أرع وأربعين وألف صيرت جفني واصلاً والكرى * راء فجد بالوصل فالوصل زين ولا تجبني في سؤالي بلا * فالقلب يخشى كربلاً يا حسين ثم وقفت في الريحانة على أنها للشهاب الفيومي وتعقبه بعد انشادها فقال في قوله زين ايهام غير زين لأن العامة تقول في حرف الهجاء زين والصحيح فيها زاء بالمد والقصر ويقال زي بزنة كي وأما هذه فتحريف قبيح انتهى وأنا أقول بل هو ايهام حسن فإن الايهام يكفيه هذا القدر وإن كان في اللغة غير صحيح إذ المعنى لا يتوقف عليه لأنه لم يقصد بالزين هنا إلا الحسن لكن بمقابلة الراء وهم إرادة الزاي فاعلم كمل القسم الأول من سلافة العصر بعون الله وتوفيقه ليلة الثلاثاء مستهل صفر الخير من سنة اثنين وثمانين وألف والحمد لله رب العالمين القسم الثاني في محاسن أهل الشام ومصر ونواحيها . ومن تصدر من الفضلاء في صدور نواديها . وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل الشام الشيخ العلامة بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني رحمه الله تعالى علم الأئمة الاعلام . وسيد علماء الاسلام . وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه . وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه . وطود المعارف الراسخ . وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ . وجوادها الذي لا يؤمل له الحاق . وبدرها الذي لا يعتريه محاق . الرحلة الذي ضربت إليه أكباد الإبل . والقبلة التي فطر كل قلب على حبها وجبل . فهو علامة البشر . ومجدد دين الأمة على راس القرن الحادي عشر .