وقفت عليه . وأوردت ما انتهت قدرتي إليه . من فرائد نظم كأنهم اللؤلؤ والمرجان . وخرائد سجع لم يطمثهن انس قبلي ولا جان . وغرر يضيء بها حندس الليل البهيم . ودرر تكلف بها لبات الغواني وتهيم . لم يخلق بهجتها تقادم العهد والزمان . ولا ازرى بجديدها مرور الجديدين واستيلاء الحدثان . وكنت على أن لا أوارد الخفاجي في ريحانته . ولا أزاحمه في ورود حانته . ثم رأيت ما قاله نادرة باخرز في دميته . إني تأملت الطبقات القديمة فوجدت فيها . على اختلاف مصنفيها . شعر كل من الفضلاء مكرراً وفضل كل من الشعراء مقرراً فقلت لو جفا فاضل فترك منسياً كدارس الأطلال . ومنفياً كنعل أخلقت من النعال . ثم اعتذر عنه بأن بعض المؤلفين أثبته فمحوناه . وإن واحداً من المصنفين وفا له فجفيناه . كان الفضل من جهته مظلوماً . ولا زال عند جميع الفضلاء ملوماً . انتهى . فكررت في كتابي هذا أسماء جماعة سبقني إلى ذكرهم من أهل هذه المائة . وهي الحادية عشره . وأوردت من نتائج أفكارهم ما تستحلي الألباب ذوقه . وتستطيب الأسماع نشره . والتزمت أن لا أورد شيئاً من الشعر الذي رقمه . وإن أعدت اسم الشاعر الذي ترجمه . وكتابي هذا مقصور على محاسن أخبار أهل هذه المائة . ومكسور على أحاسن أشعار هذه الفئة وقد رتبته على خمسة أقسام القسم الأول في محاسن أهل الحرمين الشريفين . والمحلين المنيفين . زادهما الله تعالى شرفاً وإنافة . ولا زالا آمنين بأمان من شرفهما من المخافة . القسم الثاني في محاسن أهل الشام ومصر ونواحيهما . ومن تصدر من الفضلاء في صدور نواديهما القسم الثالث في محاسن أهل اليمن . المقلدين بعقود آدابهم جيد الزمن . القسم الرابع في محاسن أهل العجم والبحرين والعراق . وإيراد ما رق من لطائفهم وراق القسم الخامس في محاسن أهل المغرب . وإثبات شيء من بديع نظمهم المطرب . والعذر في تأخير قسمهم عن سائر الأقسام . رعاية النكتة في المغرب للختام . وإلا فلهم السبق والبداية . ولا غرو إن انتهت إليهم الغاية . وإذا أشرق إن شاء الله تعالى بدره المنير من أفق الثمام . وتفتق زهره النضير من حجب الكمام وسمته بسلافة العصر . في محاسن الشعراء بكل مصر والله اسأل أن يوفقني لاتمامه . ويشفع حسن ابتدائه بحسن ختامه . والملتمس ممن انتشا من هذه السلافة . أن يلحظها بعين الصواب مهما رأى خلافه . فإنها نشأت عن فكر قد صلد زنده . في بلد عربه عجمه وهنده . لم تقم فيه للأدب سوق . ولا عرف به غير الكفر والفسوق . سنى الله لنا العود منه إلى حرمه . والرجوع إلى جوار بيته المحرم بجوده