responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 65


وكان من خبر هذا السيل إنه لما كان فجر الأربعاء التاسع عشر من شعبان سنة تسع وثلاثين وألف نشأت على مكة وأقطارها شرفها الله تعالى سحابة غربية مدلهمة فلم تزل كذلك إلى وقت الزوال فأرعدت وأبرقت وأتت بمطر كأفواه القرب واستمرت ساعتين ودرجتين ثم أمسكت فأقبل السيل ودخل المسجد الحرام وأعتلي على باب الكعبة ذراعين عمليين وربع فأهلك الأطفال . والنساء والرجال ثم باتت تمطر إلى نصف الليل فلما كان قبل الغروب يوم الخميس العشرين من شعبان سقط من البيت الشريف جانباه الشرقي والشامي فكان الساقط منها قدر نصفها ثم أعقب هذا السيل في أهل مكة من الفناء ما أشبه الوباء المصري والله أعلم الشيخ شرف المدرسين عبد الرحمن وجيه الدين بن عيسى بن مرشد العمري نسباً الحنفي مذهباً علامة القطر الحجازي ومفتيه ، ومولى معروف المعارف ومؤتيه . وبحر العلم الذي لا يدرك ساحله . وبره الذي لا تطوى مراحله . أشرقت في سماء الفضائل ذكاء ذكائه . وخرس به ناطق الجهل بعد تصديته ومكائه . فأصبح وهو للعلم والجهل مثبت وما حق . وسبق إلى غايات الفضل وما للوجيه لا حق .
حتى طار صيته في الآفاق . وانعقد على فضله الوفاق ، وانتهت إليه رياسة العلم بالبلد الأمين فتصدر وهو منتجع الوافدين والآمين . منه تقتبس أنوار أنواع الفنون . وعنه تؤخذ أحكام المفروض والمسنون . تشد الرحال إلى لقائه . ويستنشق أرج الفضل من تلقائه . وتصانيفه في أقسام العلم صنوف . وتآليفه في مسامع الدهر أقراط وشنوف . إن نثر فما أزاهر الرياض غب المزن الهاطل ، أو نظم فما جواهر العقود تحلت به الغيد العواطل وها أنا أقص عليك من خبره . ما يزدهيك وشي حبره .
وأتلو عليك من تفصيل حاله . ما يروقك خصبه وتأسف على امحاله . ثم أثبت من منظومه بعد منثوره . ما يطرب الأسماع بحسن مأثوره فصل في ذكر انتقال جده من شيراز إلى الحجاز وتوطنه بمكة المشرفة على الحقيقة لا المجاز . وخبر ابتداء أمر الشيخ المشار إليه . وذكر من أخذ عنه وقرأ عليه قرأت في بعض التذاكر ما نصه . قدم جده الشيخ مرشد إلى مكة المشرفة من بلده شيراز في حدود الثلاثين وتسعمائة وكان وروده إليها بعد أن وصل إلى الديار الرومية وخدم سلطانها الأعظم يومئذ ببعض مؤلفاته ثم استوطن مكة المشرفة متصدياً للتأليف والتدريس مع الانقطاع للعبادة وألف حاشية على تفسير

65

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست