والتأسي بمن مضى جهد من لم * يغنه الجهد وهو في العذر كاف وعلى كل فائت رحمه اللّه * ولكن بكاء المحبين شاف ودعانا بوصل مية داع * فتلاف الرضا تلافي التلاف وطواف بالربع فيه لروحي * راح سر قد انطوى في طوافي ولحاني على سراي وسيري * عاذل عاذر المطافي المطاف قلت قال العلى ولا شك فيما * قال عندي إن المنى في المنافي قد مضى أكثر الحياة ورسمي * بعد جسمي مني عفا في عفافي وكثير المتاع عني قليل * فقليل منه كفا في كفافي وإذا اغثر مستغر فقولي * سوف تبقى غداً سوا في سوافي ولقد حل بي نذير المنايا * وهو ضيف وكم مضى في مضافي غير مسترجع زمان تقضى * في التصابي وقد خلا في خلافي وفؤادي قد شط غياً ومهما * رمت تقريبه التجافي التجافي الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي المصري شاعر ناط شعره بالشعرى . وقلد جيد الدهر دراً سماه شعراً . يسخر انتساق نظامه بالعقد الثمين . وتتلوا السن سامعيه إن هذا إلا سحر مبين . وكم فصل ببيانه من الأدب مجملاً . شعر ألذ من السلوى وأطيب نفحة . من المسك مفتوقاً وأيسر محملاً . إلي رقة طبع وخفة روح . ودماثة أخلاق تؤسى بها الجروح . ومجون يسلب الحليم ثوب وقاره . وينسى الخليع كأس عقاره . وتعلق بفنون الألحان . يدير بها من سلاف الطرف ما يهزء بسلاف ألحان . فإذا غدا مترنماً أطرب الناطق والجماد . واهتز له عطف السامع ارتياحاً وماد . ولم يزل موفور الجاه بالديار المصرية . لا سيما عند المشايخ البكرية . حتى قصد الحج لأداء الفرض . وطوى لمشاهدة تلك المشاهد مهامة الأرض . فلما قضى مناسكه وتفثه . ولم من وعثاء السفر شعثه . طافت به المنية . طوافه بتلك البنية . فانتقل من جوار بيت الله وحرمه . إلى مقر رحمته وكرمه . وذلك لثمان خلون من محرم الحرام سنة إحدى وألف وقد أثبت له ما يروق السامع والناظر . ويحسد أزهاره الروض الناضر . فمنه قوله لي في المحبة عن ملام العاذل * بجمال من أهواء أشغل شاغل