كذلك وتكون إساءته عليه أكثر وعلى الخصوص من لفظته القرى وألف النوال والقرى وقد اتفق لي شيء من ذلك فكتب إلي بعض أصحابي في خصوص هذا المعني يا أهل طيبة لا زالت شمائلكم * بلطفها في الورى مأمونة العتب لكن رعايتكم للغرب تحملهم * على تجاوزهم للحد في الأدب فكان الجواب عن ذلك بلسان الحال مولاي إن صروف الدهر قد حكمت * وأعوزت أن يذل الرأس للذنب كم من مقبّل كف لو تمكن من * قطع لها كان ممن فاز بالأرب الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني أحد الفضلاء الأكياس . المؤثرين من نقود الأدب الفائقة على نقود الأكياس . طابت أنفاسه بأنفاس طابه . وملا من نفائس الفضائل والآداب وطابه . فهو إذا خطب خطب عرائس الفصاحة فأجيب إليها . وفضت عليه في أرايك البلاغة فبنى عليها . وإذا كتب كبت العدو والحسود . وأقر بفضله السيد والمسود . ولم يزل في جوار رسول الله . حتى انتقل إلى جوار الله . وكتب إلينا الخطيب أحمد بن عبد الله البر بخبر وفاته وأنه توفى ليلة الأحد الثاني من شهر ربيع الثاني سنة ست وسبعين وألف وله شعر سني النظام . بديع الانتظام . لم يحضرني منه الآن . ما أجمل به هذا الديوان . غير أبيات قليلة . لا تنفع من قلب غليله . وهو ما راجع به القاضي تاج الدين المالكي وقد كتب إليه مع هدية أهداها إليه . مولاي قدرك أعلى * من كل شيء وأغلى وقد بعثت بما أن * ينسب لقدرك قلا ولا أراه يوازي * نداك حاشا وكلا من ذا يباري كريماً * في الجود حاز المعلا أم من يجاري جواداً * في حلبة الفضل حلا فأقبل لتشفع فضلاً * به تطولت فضلا يا سيداً واماماً * قد طاب فرعاً وأصلا فأجابه بقوله حزت المكارم قدماً * وطبت قولاً وفعلا