responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 125


في طريقه . وأغصه إذ ساغت له أمانيه بريقه . فتوفي بالشام عام أربع وأربعين وألف . ولا يحضرني الآن من شعره غير ما رأيته منسوباً له بخط سيدي الوالد وهو شعر عتبت على دهري بأفعاله التي * أضاق بها صدري وأضنى بها جسمي فقال ألم تعلم بأن حوادثي * إذا أشكلت ردت لمن كان ذا علم وهذان البيتان لا يشيد مثلهما إلا من شاد ربوع الأدب وسارع لاقتناص شوارد القريض وانتدب وهما أنموذج براعته وبلاغته . واقتداره على سبك ابريز الكلام وصياغته . وقد صدرتهما وعجزتهما فقلت عتبت على دهري بأفعاله التي * براني بها برى السهام من الهم ليصرف عني فادحات نوائب * أضاق بها صدري وأضنى بها جسمي فقال ألم تعلم بأن حوادثي * وأخطارها اللائي تلم بذى الفهم يضيق بها ذو الجهل ذرعاً وإنما * إذا أشكلت لمن كان ذا علم ابنه القاضي عبد الجواد المنوفي جواد علم لا يكبو . وحسام فضل لا ينبو . سبق في ميدان الفضل أقرانه . واجتلى من سعد جده ومجده قرانه . ولي القضاء مرة بعد أخرى . فكسى بمنصبه شرفاً وفخراً . وأنفذ الأحكام وأمضاها . وأسخط من خالف الشريعة وأرضاها . ثم تقلد منصب الفتوى . فبرز فيها إلى الغاية القصوى . مع تحليه بالإمامة والخطابة . والهمة التي ملأ بها من الثناء وطابه . وكانت له عند شريف مكة المنزلة العليا . والمكانة التي تنافسه فيها الدنيا . ولم يكن يفارقه في حضر ولا سفر . وشهوره ربيع وشهور حساد صفر . وما زال راقياً ذرى العز والجلاله . ساحباً على قمم المعالي أردانه وأذياله . حتى انقضت أيامه وسنونه . ودعاه داعي الأجل فأجاب منونه . فتوفى خامس شوال سنة ثمان وستين وألف بالطائف الميمون ودفن به . وأما أدبه فروض تبسمت أزهاره . وجرت بسلسبيل الاحسان أنهاره . تحسد النثرة نثره . وتغبط الشعرى شعره . فمن نثره ونظمه ما راجع به الوالد من مكة المشرفة وهو بالطائف سنة إحدى وخمسين وألف صورته يا ابن الأئمة من ذؤابة هاشم * شرف سما بفروعه وأصوله ماذا يقول المادحون وقد أتى * بمديحك القرآن في تنزيله أقبّل الأرض من بُعدٍ وإن سمحت * له الليالي بقرب قبّل القدما وأنهى إلى حضرته العلية التي هي قطب دائرة الكمال محط الرحال . ومحيط بحور

125

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست