< فهرس الموضوعات > علي بن أبي طالب < / فهرس الموضوعات > < شعر > إذا المشكلات تصدّين لي كشفت حقائقها بالنّظر وإن برقت في مخيل الصوا ب عمياء لا تجتليها الذكر [1] مقنعة بأمور الغيوب وضعت عليها صحيح الفكر لسانا كشقشقة الأرحبىّ أو كالحسام اليماني الذّكر [2] وقلبا إذا استنطقته العيون أمرّ عليها بواهى الدرر [3] ولست بإمّعة في الرّجال أسائل عن ذا وذا ما الخبر [4] ولكنني ذرب الأصغرين أبيّن مع ما مضى ما غبر [5] < / شعر > < فهرس الموضوعات > [ وصف ضرار الصدائي لمعاوية عليا ] < / فهرس الموضوعات > [ وصف ضرار الصدائي لمعاوية عليا ] وقال معاوية رضي اللَّه عنه لضرار الصّدائى : يا ضرار ، صف لي عليّا ، فقال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، فقال : أما إذ أذنت فلا بدّ من صفته : كان واللَّه بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا [6] ، ويحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان واللَّه غزير الدّمعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفّه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللَّباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، وكان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استنبأناه ، ونحن - مع تقريبه إيّانا ، وقربه منا - لا نكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتدئه لعظمته ، يعظم أهل الدين ، ويحبّ المساكين ، لا يطمع القوىّ في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه ، قابضا على لحيته يتململ تململ السليم [7] ، ويبكى بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا إليك
[1] مخيل : مظنون ، وهو السحاب تخاله ماطرا لرعده وبرقه . [2] الأرحبي : الجمل ، وشقشقته : هديره . [3] نسخة « استنطقته الغيوب » ( م ) [4] الإمعة : الرجل الذي لا خطر له - فهو يكون تابعا لغيره ولا يكون مستقلا ( م ) [5] ذرب الأصغرين : حديد القلب واللسان [6] القول الفصل : هو الحق [7] السليم : الملدوغ ، سمى بذلك تفاؤلا .