< فهرس الموضوعات > منزلة أبى العيناء في الكتابة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > من أبى العيناء لعبيد اللَّه بن سليمان < / فهرس الموضوعات > وهو مع ذلك من قلوب الناس محبب ، وإليهم مقرّب ؛ إذ أمات ما أحياه الوائق من إظهار الاعتزال ، وإقامة سوق الجدال . قال محمد بن مكرم الكاتب : من زعم أن عبد الحميد أكتب من أبى العيناء إذا أحسّ بكرم ، أو شرع في طمع ، فقد ظلم . كتب إلى أبى عبيد اللَّه بن سليمان وقد نكبه وأباه المعتمد ، وهما يطالبان بمال يبيعان له ما يمنكانه من عقار وأثاث وعبد وأمة ، وقد أعطى بخادم أسود لعبيد اللَّه خمسون دينارا : قد علمت - أصلحك اللَّه ! - أن الكريم المنكوب أجرأ على الأحرار من اللئيم الموفور ؛ لأنّ اللئيم يزيد مع النّعمة لؤما ، والكريم لا يزيد مع المحنة إلَّا كرما ، هذا متّكل على رازقه ، وهذا يسئ الظنّ بخالقه ، وعبدك إلى ملك « كافور » فقير ، وثمنه على ما اتّصل بي يسير ؛ لأنه بخدمته السلطان يعرّفنى الرؤساء والإخوان ؛ ولست بواجد ذلك في غيره من الغلمان ؛ فإن سمحت به فتلك عادتك ، وإن أمرت بأخذ ثمنه فمالك مادّتى ، أدام اللَّه دولتك ، واستقبل بالنعمة نكبتك . فأمر له به . وسمع ابن مكرم رجلا يقول : من ذهب بصره قلت حيلته ، قال : ما أغفلك عن أبي العيناء ! وكتب أبو العيناء إلى عبيد اللَّه بن سليمان : أنا - أعزّك اللَّه تعالى ! - وولدي وعيالي زرع من زرعك ، إن سقيته راع وزكا ، وإن جفوته ذبل وذوى ؛ وقد مستنى منك جفاء بعد برّ ، وإغفال بعد تعاهد ، حتى تكلَّم عدوّ ، وشمت حاسد ، ولعبت بي ظنون رجال كنت بهم لاعبا ، ولهم مجرّسا [1] ، وللَّه در أبى الأسود في قوله : < شعر > لا تهنّى بعد إذا أكرمتني وشديد عادة منتزعه < / شعر > فوقّع في رقعته : أنا - أسعدك اللَّه ! - على الحال التي عهدت ، وميلي إليك كما