< فهرس الموضوعات > ظرف أهل الحجاز ورقهم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > أبو حازم < / فهرس الموضوعات > ثم قال : اذهب ، فلا صحبك اللَّه ، ولا وسّع عليك [1] ! وخرج أبو حازم يوما يرمى الجمار ، فإذا هو بامرأة حاسر [2] قد فتنت الناس بحسن وجهها ، وألهتهم بجمالها ، فقال لها : يا هذه ، إنك بمشعر حرام ، وقد فتنت الناس وشغلتهم عن مناسكهم ، فاتقى اللَّه واستترى ؛ فإنّ اللَّه عز وجل يقول في كتابه العزيز : ( وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ) ؛ فقالت : إني من اللاتي قيل فيهن : < شعر > أماطت كساء الخزّعن حرّوجهها وأرخت على المتنين بردا مهلهلا من الَّلاء لم يحججن يبغين حسبة ولكن ليقتلن البرىء المغفّلا [3] < / شعر > الشعر للحارث بن خالد المخزومي . فقال أبو حازم لأصحابه : تعالوا ندع اللَّه لهذه الصورة الحسنة ألَّا يعذبها اللَّه تعالى بالنار ! فجعل أبو حازم يدعو وأصحابه يؤمّنون ، فبلغ ذلك الشعبي ، فقال : ما أرقّكم يأهل الحجاز وأظرفكم ! أما واللَّه لو كان من قرى العراق لقال اعزبى عليك لعنة اللَّه ! وكان أبو حازم من فضلاء التابعين ، وله مقامات جميله من الملوك ، وكلام محفوظ يدلّ على فضله وعقله ، وهو القائل : كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه ، ولا يضرك متى متّ . وكان يقول : ما أحببت أن يكون معك غدا فقدّمه اليوم . وكان يقول : إنما بيني وبين الملوك يوم واحد ، أما أمس فلا يجدون لذته ، وأنا وإياهم من غد على وجل ؛ وإنما هو اليوم ، فما عسى أن يكون اليوم ؟ وقال أبو العتاهية : < شعر > حتى متى نحن في الأيام نحسبها وإنما نحن فيها بين يومين يوم تولَّى ، ويوم نحن نأمله لعلَّه أجلب اليومين للحين [4] < / شعر >
[1] الخطاب لقائل البيت الأخير [2] امرأة حاسر وسافر : ليس على وجهها قناع [3] المغفل : الطيب القلب [4] الحين - بفتح الحاء وسكون الياء - الهلاك