< فهرس الموضوعات > أبو السائب المخزومي < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > عود إلى عروة بن أذينة < / فهرس الموضوعات > فقال : نعم أبيات لعروة بلغني أنك سمعته ينشدها ، فأنشدته الأبيات ، فلما بلغت قوله : < شعر > فدنا وقال لعلَّها معذورة < / شعر > . . . البيت طرب ، وقال : هذا واللَّه الدائم الصّبابة ، الصادق العهد ، لا الذي يقول : < شعر > إن كان أهلك يمنعونك رغبة عنّى فأهلى بي أضنّ وأرغب < / شعر > لقد عدا هذا الأعرابي طوره ، وانى لأرجو أن يغفر [ اللَّه ] لصاحب هذه الأبيات لحسن الظنّ بها ، وطلب العذر لها ؛ قال : فعرضت عليه الطعام فقال : لا واللَّه ما كنت لأخلط بهذه الأبيات طعاما حتى الليل ، وانصرف . وكان أبو السائب غزير الأدب ، كثير الطَّرب ، وله فكاهات مذكورة ، وأخبار مشهورة ، وكان جدّه يكنى أبا السائب أيضا ، وكان خليطا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، فكان النبىّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا ذكره قال : نعم الخليط كان أبو السائب ! لا يشارى ولا يمارى [1] واسم أبى السائب عبد اللَّه ، وكان أشراف أهل المدينة يستظرفونه ويقدمونه لشرف منصبه ، وحلاوة ظرفه . وكان عروة بن أذينة - على زهده ، وورعه ، وكثرة علمه وفهمه - رقيق الغزل كثيره ، وهو القائل : < شعر > إذا وجدت أوار الحب في كبدي أقبلت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره فمن لنار على الأحشاء تتقّد ؟ < / شعر > وقد روى هذان البيتان لغيره