responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 190


ما أنساني سماع الأغانى من مطربات الغوانى [1] . نشأت سحابة من لفظك ، غيمها نعمة سابغة ، وغيثها حكمة بالغة ، سقت روضة القلب ، وقد جهدتها يد الجدب [2] ؛ فاهتزّت وربت ، واكتست ما اكتسبت .
كتاب حسبته ساقطا إلىّ من السماء ، اهتزازا لمطلعه ، وابتهاجا بحسن موقعه ، تناولته كما يتناول الكتاب المرقوم ، وفضضته كما يفضّ الرّحيق المختوم [3] . كتاب كالمشترى شرف به المسير ، وقميص يوسف جاء به البشير . كتاب هو من الحسن ، روضة حزن ، بل جنّة عدن ، وفي شرح النفس وبسط الأنس برد الأكباد والقلوب ، وقميص يوسف في أجفان يعقوب . قد أهديت إلىّ محاسن الدنيا مجموعة في ورقه ، ومباهج الحلى والحلل محصورة في طبقه . كتاب ألصقته بالقلب والكبد ، وشممته شمّ الولد .
ورد منك المسك ذكيا ، والزهر جنيّا ، والماء مريّا [4] ، والعيش هنيّا ، والسحر بابليّا [5] كتاب مطلعه أهلَّة الأعياد ، وموقعه موقع نيل المراد .
كتاب وجدته قصير العمر ، كليالى الوصال بعد الهجر ، لم أبدأ به حتى استكمل ، وقارب الآخر منه الأوّل . كتاب منتقض الأطراف ، منقطع الأكتاف ، أبتر الجوارح ، مضطرب الجوانح ، كتاب كأنه توقيع متحرّز ، أو تعريض متبرز [6] ، كاد يلتقى طرفاه ، ويتقارب مفتتحه ومنتهاه . كتاب التقت طرفاه صغرا ، واجتمعت حاشيتاه قصرا . ما أظنني



[1] الغوانى : جمع غانية ، وأصلها المرأة التي استغنت بجمالها عن الزينة ، أو التي استغنت ببيت أبيها عن الأزواج ، وأراد هنا القيان ( م )
[2] أجهدتها : أشقتها ، والجدب : القحل
[3] الرحيق المختوم : الخمر المعتقة التي لم تفض عن دنانها الأختام
[4] مرىء : هنيء .
[5] بابل : مدينه ينسب إليها السحر ، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم ( م )
[6] متبرز : متعفف ؛ ورجل برز ، وامرأة برزة : عفيف وعفيفة ؛ وكلاهما بسكون الراء

190

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست