الأدباء ، وتلذّ أعين الكتاب - من لفظ صحيح ، أو معنى صريح ، أو تجنيس أنيس ، أو تشبيه بلا شبيه ، أو تمثيل بلا مثيل ولا عديل ، أو استعارة مختارة ، أو طباق ، ذي رونق باق ؛ فمن رافق هذا الكتاب قرب تناوله من الكتّاب ، إذا وشّوا ديباجة كلامهم بما يقتبسونه من نوره ، وسماحة قياده لأفراد الشعراء إذا رصّعوا عقود نظامهم بما يلتقطونه من شذوره ، فأمّا المخاطبات والمحاورات ، فإنها تتبرّج بغرّة من غرره ، وتتوّج بدرة من درره . وقد ذكر جملة من أخرج معظم كتابه من نثرهم ونظمهم ، وهم : الصابيان [1] ، والخالديّان [2] ، وبديع الزمان ، وأبو نصر بن المرزبان [ وعلي بن عبد العزيز القاضي ، وأبو محمد القاضي ، وأبو القاسم الزعفراني ، وأبو فراس الحمداني ] ، وابن أبي العلاء الأصبهاني ، وأبو الطيب المتنبي ، وأبو الفتح البستي ، وأبو الفضل الميكالى ، وشمس المعالي ، والصاحب بن عباد ، وجماعة يكثر بهم التعداد ، قد ذكرهم في كتابه ، فكل ما مرّ أو يمر من ذكر ألفاظ أهل العصر فمن كتابه نقلت ، وعليه عوّلت . وفي أبى منصور يقول أبو الفتح علي بن محمد البستي : < شعر > قلبي رهين بنيسابور عند أخ ما مثله حين تستقرى البلاد أخ له صحائف أخلاق مهذبة من الحجا والعلا والظَّرف تنتسخ < / شعر > وأما الذين ذكر أسماءهم في كتابه فسأظهر من سرائر شعرهم الرصين ، وأجلو من جواهر نثرهم الثمين ، ما أخذ من البلاغة باليمين .
[1] هما إبراهيم بن هلال المتوفى سنة 384 ، وهلال بن المحسن المتوفى سنة 448 [2] هما سعيد بن هاشم المتوفى سنة 400 ومحمد بن هاشم المتوفى سنة 380 وكان هذان الأخوان يعرفان بالخالديين ، وكانا يشتركان في نظم الأبيات أو القصيدة منتسب إليهما معا ، أصلهما من الخالدية - من قرى الموصل - وكانا من خواص سيف الدولة بن حمدان ، ولهما مع أهل عصرهما أخبار كثيرة