وتذمّ ؛ فمن مدح به جعله أصلا ، كما أن البيضة أصل الطائر . ومن ذم به أراد أن لا أصل له . قال الراعي يهجو عدىّ بن الرقاع العاملي [1] : < شعر > يا من توعّدنى جهلا بكثرته متى تهددني بالعزّ والعدد أنت امرؤ نال من عرضى وعزته كعزة العير يرعى تلعة الأسد [2] لو كنت من أحد يهجى هجوتكم يا بن الرّفاع ولكن لست من أحد تأبى قضاعة أن ترضى لكم نسبا وابنا نزار ؛ فأنتم بيضة البلد < / شعر > وقال أبو عبيدة : عاملة بن عدي بن الحارث بن مرة بن أد [ بن زياد ] ابن يشجب ، يطعن في نسبه من قحطان ، ويقال : هو عاملة بن معاوية بن قاسط ابن أهيب ؛ فلذلك قال الراعي هذا . ويقال : إن جندل بن الراعي قالها وقد قال يحيى بن أبي حفصة الأموي في عاملة : < شعر > ولسنا نبالى نأى عاملة التي أجدّبها من نحو بصرى انحدارها تدافعها الأحياء حتى كأنها ثياب بدا للمشترين عوارها قذفنا بها لمّا نأت قذف حاذف بسود حصى خفّت عليه صغارها < / شعر > ويشبه قول على رضي اللَّه عنه « وعففت عن أثوابه » قول عنترة بن شداد العبسي : < شعر > هلَّا سألت الخيل يابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم < / شعر > وقال حبيب بن أوس الطائي : < شعر > إنّ الأسود أسود الغاب همّتها يوم الكريهة في المسلوب لا السلب [3] < / شعر >
[1] عدى بن الرقاع : شاعر كبير ، كان مقدما عند بنى أمية ، توفى سنة 95 . [2] العير : الحمار ، وتلعة الأسد : الرابية التي يحميها ، وليس للحمار عزة في تلعة الأسد ، وإنما هو مثال الهوان [3] السلب : الغنيمة ، ويجمع على أسلاب