responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 322


قال الصولي : حدثني أبو العيناء ، قال : لما أدخلت على المتوكل فدعوت له وكلمته استحسن كلامي ، وقال لي : بلغني أن فيك شرّا ! فقلت : يا أمير المؤمنين ؛ إن يكن الشرّ ذكر المحسن بإحسانه والمسىء بإساءته فقد زكَّى اللَّه تعالى وذمّ ، فقال في التزكية : ( نعم العبد إنّه أوّاب ) ، وقال في الذم : ( همّاز مشّاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم ) . وقال الشاعر :
< شعر > إذا أنا لم أمدح على الخير أهله ولم أذمم الجبس اللئيم المذّمما [1] ففيم عرفت الخير والشرّ باسمه وشقّ لي اللَّه المسامع والفما ؟
< / شعر > وإن كان الشر كفعل العقرب التي تلسع السّنىّ والدنىّ بطبع لا بتمييز فقد صان اللَّه عبدك عن ذلك ! فقال لي : بلغني أنك رافضىّ ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، وكيف أكون رافضيّا وبلدى البصرة ومنشئي في مسجد جامعها ، وأستاذى الأصمعي ، وليس يخلو القوم أن يكونوا أرادوا الدين أو الدنيا ؛ فإن كانوا أرادوا الدّين فقد أجمع الناس على تقديم من أخّروا ، وتأخير من قدموا ، وإن كانوا أرادوا الدنيا فأنت وآباؤك أمراء المؤمنين ، لا دين إلَّا بك ، ولا دنيا إلَّا معك .
قال : كيف ترى دارى هذه ؟ قال : قلت : رأيت الناس بنوا دورهم في الدنيا ، وأنت بنيت الدنيا في دارك .
فقال لي : ما تقول في عبيد اللَّه بن يحيى ؟ قلت : نعم العبد للَّه ولك ؛ مقسّم بين طاعته وخدمتك ، يؤثر رضاك على كل فائدة ، وما عاد بصلاح ملكك على كل لذة قال : فما تقول في صاحب البريد ميمون بن إبراهيم ؟ - وكان قد علم أنّى



[1] الجبس : هو الدنىء الجبان ، ويجمع على أجباس ، قال : < شعر > ماض إذا الأجباس بعد الكرى تناكحت أزواج أحلامها < / شعر >

322

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست