< شعر > فلما رأت سور المهابة دونها عليك ولما لم تجد فيك مطمعا ترقّت بأسباب لطاف ولم تكد تواجه موفور الجلالة أروعا فجاءتك في سرّ الدواء خفيّة على حين لم تحذر لداء توقّعا فلم أر مالا يتّقى مثل سهمها ولا مثلها لم تخش كيدا فترجعا < / شعر > وقد رثاه البحتري ويزيد المهلبي بمرثيتين من أجود ما قيل في معناهما ، وكانا حاضرين ليلة قتله . فاختفى أحدهما في طىّ الباب ، والآخر في قناة الشاذروان ؛ فمن قصيدة البحتري : < شعر > تغيّر حسن الجعفرىّ وأنسه وقوّض بادي الجعفرىّ وحاضره تحمّل عنه ساكنوه فجاءة فآضت سواء دوره ومقابره [1] ولم أر مثل القصر إذريع سربه وإذ ذعرت أطلاؤه وجآذره [2] وإذ صيح فيه بالرّحيل فهتّكت على عجل أستاره وستائره إذا نحن زرناه أجدّ لنا الأسى وقد كان قبل اليوم يبهج زائره فأين عميد الناس في كل نوبة تنوب وناهى الدهر فيهم وآمره [3] تخفّى له مغتاله تحت غرّة وأولى لمن يغتاله لو يجاهره صريع تقاضاه السيوف حشاشة يجود بها والموت حمر أظافره حرام علىّ الراح بعدك أو أرى دما بدم يجرى على الأرض مائره وهل يرتجى أن يطلب الدم طالب مدى الدهر والموتور بالدم واتره [4] فلا ملَّى الباقي تراث الذي مضى ولا حمّلت ذاك الدعاء منابره < / شعر >
[1] آضت : صارت [2] الأطلاء : جمع طلا ، وهو ولد الظبية ، والجآذر : جمع جؤذر ، وهو ولد البقرة [3] قبل هذا البيت : < شعر > فأين الحجاب الصعب حيث بمنعت بهبتها أبوابه ومقاصره < / شعر > وأين عميد الناس - إلخ [4] الموتور هو الواتر ؛ لأن الذي قتل المتوكل هو ابنه