responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 217


قال : واللَّه ما كنت إلا أنا وصاحب لي على حمار هزيل ! فضحك وعفا عنه ، وهو القائل :
< شعر > أهاجتك الظَّعائن يوم بانوا بذى الزّىّ الجميل من الأثاث [1] ظعائن أسلكت في بطن قوّ تحثّ إذا رنت أي احتثاث كأنّ على الهوادج يوم بانوا نعاجا ترتعى بقل البراث [2] يهيّجك الحمام إذا تغنّى كما سجع النّوادب بالمراثي < / شعر > [ من أدب ابن المعتز ] وقال ابن المعتز : وعد الدنيا إلى خلف ، وبقاؤها إلى تلف ، وبعد عطائها المنع ، وبعد أمانها الفجع ، طوّاحة طرّاحة ، آسية جرّاحة ، كم راقد في ظلَّها قد أيقظته ، وواثق بها قد خانته ، حتى يلفظ نفسه ، ويودّع دنياه ، ويسكن رمسه ، وينقطع عن أمله ، ويشرف على عمله ، وقد رجح الموت بحياته [3] ، ونقض قوى حركاته ، وطمس البلى جمال بهجته ، وقطع نظام صورته ، وصار كخطَّ من رماد تحت صفائح أنضاد [4] ؛ وقد أسامة الأحباب ، وافترش التّراب ، في بيت نجرته المعاول [5] ، وفرشت فيه الجنادل ، ما زال مضطربا في أمله ، حتى استقرّ في أجله ، ومحت الأيام ذكره ، واعتادت الألحاظ فقده .
وكتب وهو معتقل إلى أستاذه أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب [6] يتشوّقه :
< شعر > ما وجد صاد بالحبال موثق بماء مزن بارد مصفّق [7] .
< / شعر >



[1] الطعائن : جمع ظعينة ، وهي المرأة في الهودج ، والأثاث : متاع البيت .
[2] البراث : الأرض السهلة .
[3] رحج : مال كما ترجح كفة الميزان ( م ) .
[4] صفائح أنضاد : الصفائح الحجارة العريضة ، وأنضاد : جمع نضد ، وهو المنحوت باستواء
[5] العاول : جمع معول ، وهو آلة كالقدوم
[6] كان ثعلب من أصدق أهل العربية لسانا ، وأبعدهم ذكرا ، وأثبتهم حفظا ، وكان في رأى المبرد أعلم الكوفيين . توفى في جمادى الآخرة سنة 291
[7] مصفق : صفقته الريح : أي لعبت به حتى لكأنه يصفق

217

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست