< شعر > إذا ساءنى منه شحوط مزاره وضاقت بقلبي في نواه مذاهبى [1] عطفت على شخص له غير نازح محلَّته بين الحشا والتّرائب [2] < / شعر > وذكر أبو عبيدة كيسان مستمليه في بعض الأمر ، فقال : ما فهم ، ولو فهم لوهم [3] . وكان كيسان يوصف بالبلادة والغفلة . قال الجاحظ : كان يكتب غير ما يسمع ، ويستقنى غير ما يكتب ، ويقرأ غير ما يستفتى [4] ، ويملى غير ما يقرأ ، أمليت عليه يوما : < شعر > عجبت لمعشر عدلوا بمعتمر أبا عمر < / شعر > فكتب أبا بشر ، وقرأ أبا حفص ، واستقنى أبا زيد . قال أبو عباد : للمحدث على جليسه ، السامع لحديثه ، أن يجمع له باله ، ويصغى إلى حديثه ، ويكتم عليه سرّه ، ويبسط له عذره . وقال : ينبغي للمحدث إذا أنكر عين السامع أن يستفهمه عن معنى حديثه ، فإن وجده قد أخلص له الاستماع أتم له الحديث ، وإن كان لاهيا عنه حرمه حسن الإقبال عليه ، ونفع المؤانسة له ، وعرفه بسوء الاستماع والتقصير في حق المحدث . وقال : نشاط المحدّت على قدر فهم المستمع . وكان عبد اللَّه بن مسعود [5] - رضي اللَّه عنه ! - يقول : حدّث الناس ما حدّجوك بأسماعهم [6] ، ولحظوك بأبصارهم ، فإذا رأيت منهم فتورا فأمسك . وقال أبو الفتح البستي : < شعر > إذا أحسست في لفظي فتورا وحفظي والبلاغة والبيان < / شعر >
[1] الشحوط : البعد [2] النازح : البعيد [3] وهم : غلط [4] استقنى : سود [5] صحابي جليل ، كان من السابقين إلى الاسلام ، وكان أول من جهر بقراءة القرآن في مكة . وتولى بعد وفاة الرسول بيت مال الكوفة ، كان رضي اللَّه عنه يكثر من التطيب . وكان من المتفوقين في رواية الحديث ، توفى سنة 32 [6] حدجوك بأسماعهم : وجهوها نحوك