تهذيب زهر الآداب ولقد رأيت أن أترك تلك الطريقة في تهذيب زهر الآداب ؛ لأن المؤلف لم يرد أن يكون كتابه ذا فصول وأبواب ، وإنما أراد أن يتصرف القارئ فيه من الشعر إلى النثر ، ومن الجد إلى الهزل ، إلى آخر ما قال . وقد ظلّ بين يدىّ نحو تسعة أشهر ، وأنا معتقل في سنة 1920 ، فقرأته ، ثم قرأته ، وعنيت بضبطه ، وتصحيح ما وقع فيه من الأغلاط ؛ ثم رأيت أن أفصله ، والتفصيل فيما أريد سو أن أضع عنوانا لكل موضوع ، وما أكثر ما في الكتاب من الموضوعات ؛ لأن المؤلف وضع قليلا من العناوين ، ثم أخذ يستطرد من معنى إلى معنى ، ومن غرض إلى غرض ، من غير أن يهتم بالترتيب والتبويب . وأرجو أن لا يجد القارئ في هذا الصّنع تشويها لعمل المؤلف فقد أبقيت الكتاب كما هو ، وأبقيت على عناوينه وأبوابه ، وفقره وفصوله ، ووضعت ما أبدعت من العناوين في بنط خاص ، فإذا شاء القارئ أن يعرف كيف وضع الكتاب مؤلفه فليرفع فقط ما جدّ من العناوين .