< شعر > والعذاري غدون في الحلل البي ض وقد رحن في الخطوط السّود < / شعر > فلم أره لشئ عدلا ، ولا أرضى ما عددته له مثلا ؛ واللَّه يزيدك من فضله ولا يخليك من إحسانه ، ويلهمك من برّ إخوانك ما تتمّم به صنيعك لديهم ، ويربّ معه إحسانك إليهم . وكتب أبو القاسم إسماعيل بن عباد الصاحب إلى أبي سعيد الشبيبى : « قد رأى شيخ الدولتين كيف الكلف بسادتى من أهل ميكال - أيّدهم اللَّه ! - بين ودّ أضمره على البعد ، وإيثار أظهره على تراخى المزار ، وتقريظ يمليه علىّ الملوان [1] ، ومدح أنطق فيه بلسان الزّمان ، حتى إن ذكرهم إذا جرى على لساني اهتزّت له نفسي ، وفضلهم إذا جرى على سمعي انفرج له صدري ، فتلك عصبة خير فضلها باهر ، وشرفها على شرف النماء زاهر ، وشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء [ ناظر ] ، واللَّه يتمّم أعدادها ، ولا يعدمنى ودادها ، وإذا كان إكبارى لهم هذا الإكبار فكلّ منتسب إلى جنبهم أثير لدىّ [2] ، كثير في يدىّ . وطرأ علىّ فلان منتسبا إلى جملتهم ، وحبذا الجملة ، ومعتزيا إلى خدمتهم ، ونعمت الخدمة ، ففررناه عن طبع سمح [3] ، ولفظ عذب ، وصلة نثر بنظم ؛ فإن شاء قال : أنا الوليد ، وإن شاء قال : أنا عبد الحميد ؛ ولم أعظم بمن خرّجته تلك النعمة ونتجته تلك السّدّة أن يأخذ من كلّ حسنة بعروة ، ويقدح في كل نار بجدوة ؛ وآنسنا بالمقام مدة ، أكَّدتها شوافع عدّة ، إلى أن تذكَّر معاهد رأى فيها الدّهر طلقا ، والزمان غلاما ، والفضل رهنا ، والإفضال لزاما ؛ فحنّ حنين الرّكاب ، وركب عزيم الإياب [4] . فصل [ من كتاب ] كتبه الأمير أبو الفضل عبيد اللَّه بن أحد الميكالى إلى
[1] الملوان : الليل والنهار [2] أثير : عزيز [3] فررناه : اختبرناه ، والفر في الأصل : اختبار أسنان الدابة ليعرف مبلغها من القوة [4] العزيم : الجرى الشديد