responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 166


تردّد الأزمان . نظمه قد نظم حاشيتي البرّ والبحر ، وأدرك ناحيتي الشرق والغرب . أشعار قد وردت المياه ، وركبت الأفواه ، وسارت في البلاد ، ولم تسر بزاد ، وطارت في الآفاق ، ولم تمش على ساق . شعره أسير من الأمثال ، وأسرى من الخيال ، سار مسير الرياح ، وطار بغير جناح . أشعاره سارت مسير الشمس ، وهبّت هبوب الريح ، وطبّقت تخوم الأرض ، وانتظمت الشرق إلى الغرب .
قد كادت الأيام تنشدها ، والليالي تحفظها ، والجنّ تدرسها ، والطير تتغنّى بها .
أبيات أسفر عنها طبع المجد ، فعلمت كيف يتكسّر الزّهر على صفحات الحدائق ، وكيف يغرس الدرّ في رياض المهارق [1] . شعر قد أحسن خدمته بكمال فكره ، ووقف كيف شاء عند عالي أمره . شعر يعلَّق في كعبة المجد ، ويتوّج به مفرق الدهر . جاءت القصيدة ومعها عزّة الملك ، وعليها رواء الصدق ، وفيها سيماء العلم ، وعندها لسان المجد ، ولها صيال الحقّ ، لا غرو إذا فاض بحر العلم على لسان الشّعر أن ينتج ما لا عين وقعت على مثله ولا أذن سمعت بشبهه . شعر يكتب في غرّة الدهر ، ويشرح في جبهة الشمس [ والبدر ] .
وهذه جملة من فصول أهل العصر تليق بهذا الموضع كتب أبو الفضل بن العميد إلى أبى محمد خلاد الرامهرمزي القاضي « وصل كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك وتفقّدك ، وضروب برّك وتعهّدك ؛ فارتحت لكلّ ما أوليت ، وابتهجت بجميع ما أهديت ، وأضفت إحسانك في كلّ فصل إلى نظائره التي وكلت بها ذكرى ، ووقفت عليها شكري ، وتأمّلت النظم فملكنى العجب به ، وبهرنى التعجّب منه ، وقد رمت أن أجرى على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهر جنىّ ، وحلل وحلىّ ، وشذور الفرائد ، في نحور الخرائد .



[1] المهارق : جمع مهرق - على صيغة المفعول - وهو الصحيفة البيضاء يكتب فيها .

166

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست