responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 120


مع شبّة بن عقال ، وكلَّف آل أبي طالب البراءة من زيد ، وقام خطباؤهم بذلك ؛ فكان أول من قام عبد اللَّه بن الحسن بن الحسين بن علي رحمة اللَّه عليه فأوجز في كلامه ثم جلس ، وقام عبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب فأطنب - وكان شاعرا خطيبا لسنا ناسبا - فانصرف الناس وهم يقولون : ابن الطيار من أخطب الناس ، فقيل لعبد اللَّه بن الحسن في ذلك ؛ فقال : لو شئت أن أقول لقلت ، ولكن لم يكن مقام سرور ، وإنما كان مقام مصيبة ! وعبد اللَّه هذا هو : أبو محمد وإبراهيم الخارجين على أبى جعفر المنصور ، وهو القائل لابنه محمد أو إبراهيم : أي بنىّ ! إني مؤدّ حقّ اللَّه في تأديبك ، فأدّ إلىّ حقّ اللَّه في الاستماع منى ؛ أي بنىّ ! كفّ الأذى ، وارفض البذى [1] واستعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك فيها نفسك إلى الكلام ، فإنّ للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ ، ولا ينفع فيها الصّواب ، واحذر شورة الجاهل . وإن كان ناصحا ، كما تحذر مشورة العاقل إذا كان غاشّا ؛ لأنه يرديك بمشورته ؛ واعلم يا بنىّ أن رأيك إذا احتجت إليه وجدته نائما ، ووجدت هواك يقظان ، فإياك أن تستبدّ برأيك ، فإنه حينئذ هواك ؛ ولا تفعل فعلا إلا وأنت على يقين أنّ عاقبته لا ترديك ، وأن نتيجته لا تجنى عليك .
وهو القائل : إياك ومعاداة الرجال فإنك لن تعدم مكر حليم ، أو معاداة لئيم .
وكتب إلى صديق له : أوصيك بتقوى اللَّه تعالى ، فإنّ اللَّه تعالى جعل لمن اتّقاه المخرج من حيث يكره ، والرزق من حيث لا يحتسب وعبد اللَّه هو القائل :



[1] البذى : مقصور البذاء ، وهو فحش القول - ومن حقه أن يكتب بالألف ( م )

120

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست