وقد يكون العهد ذهنياً ، كقولك : جاء القاضي ، إذا كان بينك وبين مخاطبك عهدٌ في قاضٍ خاص . وأما التي لتعريف الجنس فكقولك : الرجل أفضل من المرأة ، إذ لم تُرد به رجلاً بعينه ولا امرأة بعينها ، بل أردت أن هذا الجنس أفضل من هذا . وليس معناها أن كل واحد من الرجال أفضل من كل واحدة من النساء ، لأن الواقع بخلافه ، وكذلك قولك : أهلك الناسَ الدينارُ والدرهم ، وقوله تعالى : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَئْ حَيٍّ . وأما التي للاستغراق ، فقد تكون لاستغراق حقيقة الأفراد ، ويصح حلول كلّ محلها كقوله تعالى : وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا ، أي كل واحد من أفراد الإنسان ضعيف . أو لاستغراق صفاتهم ، كقولك : أنت الرجل ، أي الجامع لصفات الرجال المحمودة . ولا يصح حلول كلٍّ محلها إلا على المبالغة كما تقول : أنت كل الرجل . كما قال الشاعر : < شعر > ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد < / شعر > ولغة حِمْيَر إبدال اللام ميماً ، وقد تكلم بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال لهم : ليس من امْبرِّ امْصيامُ في امْسفر . وعليه قول الشاعر : < شعر > ذاك خليلي وذو يواصلني * يرمي ورائي بامْسهمِ وامْسَلَمَه < / شعر >