والثالث : في باب النيابة نحو : وقُضِيَ الأمْرُ . أصله : وقضى الله الأمر . والرابع : فاعل أفعل في التعجب إذ دل عليه مثله ، كقوله تعالى : أَسْمِعْ بِهِمْ وَأبْصِرْ . أي وأبصر بهم ، فحذف بهم من الثاني لدلالة الأول عليه ، وهو في موضع رفع فاعل عند الجمهور . تأخر الفاعل عن الفعل الأصل في الفاعل أن يلي عامله ، وحق المفعول أن يأتي بعدهما ، قال الله تعالى : وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ . . وقد يتأخر الفاعل عن المفعول جوازاً أو وجوباً ، فالجائز كقوله تعالى : وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ، وقول الشاعر : < شعر > جاء الخلافةَ أو كانت لهُ قدراً * كما أتى ربَّهُ موسى على قَدَرِ < / شعر > فلو قيل في الكلام : جاء النذر آل فرعون ، لكان جائزاً ، لأن الضمير حينئذ يكون عائداً على متقدم لفظاً ورتبة ، وهو الأصل في عود الضمير . أما تأخير الفاعل وجوباً فكقوله تعالى : وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ ، لأنك لو قدمت الفاعل فقلت : ابتلى ربه إبراهيم ، لزم عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة ، وذلك لا يجوز . وكذلك قولك : ضربني زيد ، لأنك لو قلت : ضرب زيد إياي فصلت الضمير مع التمكن من وصله ، وهو لا يجوز .