إلغاء أفعال القلوب وتعليقها يجوز إلغاء أفعال القلوب وإبطال عملها في اللفظ والمحل ، إذا تقدم المفعولان أو أحدهما عليها ، كقولك : زيداً ظننت عالماً بالإعمال ، ويجوز زيد ظننت عالمٌ بالإهمال ، قال الشاعر : < شعر > أبا الأراجيز يا ابن اللؤم توعدني * وفي الأراجيز خلت اللؤمُ والخور < / شعر > فقد ألغى خِلتُ ورفع اللؤم فهو مبتدأ مؤخر ، وخبره في الأراجيز . وتقول : زيدٌ عالمٌ ظننت بالإهمال ، وهو الأرجح بالاتفاق ، ويجوز زيداً عالماً ظننت بالإعمال ، قال الشاعر : < شعر > القوم في أثري ظننت فإن يكن * ما قد ظننت فقد ظفرت وخابوا < / شعر > فأهمل ظن لتأخرها . أما إذا تقدم الفعل القلبي على المبتدأ والخبر ، فلا يجوز إهماله ، لا تقول : ظننت زيدٌ قائمٌ بالرفع ، وأجازه الكوفيون . وأما التعليق ، فهو إبطال عملها لفظاً لا محلاً ، لدخول ما النافية بينها وبين معموليها كقوله تعالى : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ . فهؤلاء مبتدأ وينطقون خبره ، وليسا مفعولاً أولاً وثانياً . وكذلك إذا دخلت لا النافية كقولك : علمت لا زيدٌ قائمٌ ولا عمرٌو . وإن النافية كقوله تعالى : وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً ، أي ما لبثتم إلا قليلا .