أما لكن المخففة فتهمل ، لأنها تدخل حينئذ على الجملة الفعلية ، قال الله تعالى : وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ . وقال تعالى : لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ . فدخلت على الجملتين . أن المخففة المفتوحة تبقى عاملة إذا خففت أنَّ المفتوحة فصارت أنْ ، بقيت عاملة ، لكن يجب أن يكون اسمها ضميراً بمعنى الشأن ، وأن يكون محذوفاً . وأما خبرها فيجب أن يكون جملة ، وقد يجب فصله عنها بفاصل من أربعة فواصل هي : قد ، والسين ، ولو ، ولا . كقوله تعالى : وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا . لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا . عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى . أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً . وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ . وربما جاء بغير فصل كقول الشاعر : < شعر > علموا أن يُؤمَّلُونَ فجادوا * قبل أن يُسألوا بأعظمِ سُؤْلِ < / شعر > لكن الجملة الإسمية لا تحتاج إلى فاصل ، كقوله تعالى : أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، تقديره أنه الحمد لله ، أي الشأن . وكذا الفعلية إذا كان فعلها جامداً كقوله تعالى : وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ . وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى . والتقدير : وأنه عسى ، وأنه ليس . وكذا الجملة الفعلية إذا كان فعلها دعاء كقوله تعالى : وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا ، في قراءة من خفف أنْ وكسر الضاد .