ولا يجوز الحذف في نحو : لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ . لأنها مكسورة لاتصال الساكن بها . ولا في نحو : إن يكنه فلن تُسَلَّط عليه ، لاتصالها بالضمير المنصوب ، ولا في الموقوف عليها . وقد تحذف كان وحدها أو مع اسمها قد تحذف كان وحدها ويبقى اسمها وخبرها ، ويعوض عنها بما . وقال النحاة : إن ذلك يكون بعد أن المصدرية لتعليل فعل بفعل ، كقولك : أمَّا أنت منطلقاً انطلقت ، أصله انطلقت لأن كنت منطلقاً ، فقدمت اللام وما بعدها ، فصار لأن كنت منطلقاً ، ثم حذف الجار وكان اختصاراً ، فانفصل الضمير فصار : أن أنت ، ثم زيد ما عوضاً فصارت : أن ما أنت ، ثم أدغمت النون في الميم فصار أما أنت ، كقول الشاعر : < شعر > أبا خراشة أما أنتَ ذا نفرٍ * فإن قوميَ لم تأكلْهُمُ الضَّبُعُ < / شعر > وكلام النحاة فيه مناقشة ، والمتيقن أن : أمَّا أنت ، بمعنى أمَّا كنت . وقد تحذف كان مع اسمها ويبقى الخبر ، ولا يعوض عنها شئ ، وذلك بعد إن ولو الشرطيتين ، كقولهم : المرء مقتول بما قُتل به ، إن سيفاً فسيفٌ وإن خنجراً فخنجرٌ ، والناس مجزيُّون بأعمالهم إن خيراً فخيرٌ ، وإن شراً فشر . وقال الشاعر : < شعر > لا تَقْرَبَنَّ الدهرَ آلَ مُطَرَّفٍ * إن ظالماً أبداً وإن مظلومَا < / شعر >