responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 404


وأقم تحت ظله فهو لغز * ظله ظاهر على كل قائل ثم دم للألغاز في الحل والعقد * غني إذا أتى اللغز سائل قلت ومما ألحقوه بالألغاز ما حكي عن بعض ولاة الطوف ببغداد جاؤوا إليه بغلامين غلب عليهما السكر فقال لأحدهما من أبوك فقال أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره * وإن نزلت يوما فسوف تعود ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره * فمنهم قيام حولها وقعود فأطلقه وعظم في عينه وقال هذا أبوه من بيت كبير وقال للآخر من أبوك فقال أنا ابن من دانت الرقاب له * ما بين مخزومها وهاشمها تأتيه بالرغم وهي صاغرة * يأخذ من مالها ومن دمها فقال الوالي ما أشك أن هذا أبوه كان ملكا شجاعا فأمر بإطلاقهما فلما انصرفا كان في المجلس رجل نبيه فقال للوالي الشاب الأول كان أبوه فوالا والثاني كان أبوه حجاما فأعجب الوالي منه ذلك فقال كن ابن من شئت واكتسب أدبا * يغنيك مضمونه عن النسب إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي وبيت الشيخ صفي الدين على الألغاز في بديعيته حران ينقع حر الكر غلته * حتى إذا ضمه برد المقيل ظمي الشيخ صفي الدين ألغز هنا في السيف فإنه يروى في حر الكر بالدماء وإذا أدخل القراب الذي كنى به عن برد المقيل كان ظامئا والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته إن المنافق لغز قلبه زغل * وهو المعمي كمثل الأرزة الرزم قلت الشيخ عز الدين غفر الله له لم يأت في بيته بغير الجناس المقلوب في لغز وزغل وأما التعمية بالأرزة الرزم فما علمت ما المراد منهما حتى نظرت في شرحه فوجدته قد قال الرزم القائم والأرزة شجرة الصنوبر فما ازددت في التعمية غير تعمية وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي وكلما ألغزوه حله لسن * مذ طال تعقيده أزرى بفهمهم قد تقدم وتقرر أن أحسن التعمية في اللغز ما أسفر بعد الحل عن تورية بديعة في بابها وهذا البيت أيضا بديع في هذا الباب فإن اللغز في الرمح والتورية في لسن لأن لسان الرمح لسان القائل في التورية للتكليم وفي التعقيد المشترك بين تعقيد اللغز وتعقيد الرمح وأما المناسبة بين الحل والتعقيد والإزراء بالفهم بعد ذكر الألغاز فمحاسنها لا تخفى على حذاق الأدب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ( ذكر سلامة الاختراع ) وقده باختراع سالم الف * يبدو بترويسه من رأس كل كمي هذا النوع أعني سلامة الاختراع هو أن يخترع الشاعر معنى لم يسبق إليه كقول عنترة في وصف الذباب وخلا الذباب بها فليس بنازح * غردا كفعل الشارب المترنم هزجا يحك ذراعه بذراعه * قدح المكب على الزناد الأجذم هذا المعنى إذا تأمله المتأدب وتخيله في فكره يجده غريبا في بابه فإنه قال إن هذا الذباب لما خلا بهذه الروضة التي أعاد الضمير إليها في قوله بها صار هزجا مترنما يحك ذراعه بذراعه من الطرب الذي اعتراه فشبهه عنترة برجل أجذم قاعد يقدح زنادا بذراعيه والأجذم المقطوع اليد والتقدير في البيت قدح الأجذم المكب على الزناد انتهى ومنه قول ابن الرقاع في تشبيه قرن الخشف

404

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست