قال الشيخ جمال الدين بن نباتة لأحرف الحسن علي خديه خط ومراده بذكر الأحرف هنا مخالفة القوم له على أنها ليست بأحرف وإنما هي حرف اللام فقط وقال الشيخ زين الدين في خده للحسن آيات تخط فلم يبق لقول من خالفه بقوله وقال قوم إنها اللام فقط موضع ولا محل وأين الآيات التي تخط من اللام ولعمري إن هذا الإيداع على هذا التقدير يصير بينه وبين العجز من بيت الملحة بعض مباينة وكان الأليق للشيخ زين الدين الإعراض عن إيداع هذا البيت بعد الشيخ جمال الدين فإنه لم يترك لغيره مجالا فيه والله أعلم وقال الشيخ زين الدين بن الوردي رحمه الله تعالى زمانه غض فلا يخشى فرط * إذ ألف الوصل متى يدرج سقط بسيف جفنه قتلت نفسي * فإنه ماض بغير لبس فيا غزال إن أبنت ما اعتدى * فأسقط الحرف الأخير أبدا قلت لمذكر لحي خل الفند * واسع إلى الخيرات لقيت الرشد وهذا الإيداع أيضا نسخه الشيخ زين الدين من قول الشيخ جمال الدين وسبكه في غير قالبه وأين هذا من قول الشيخ جمال الدين في إشاراته إلى قاصد ممدوحه وأنت يا قاصده سر في جدد * واسع إلى الخيرات لقيت الرشد قال الشيخ زين الدين وإن يكن عدلك في المؤنث * فقل لها خافي رجال العبث منها وأجاد إلى الغاية قوامه أشبه شيء بالألف * كمثل ما تكتبه لا يختلف ومثله في الحسن قوله يا خصره من ردفه فز بالمنح * ولا تسل أخف وزنا أم رجح تركيب هذا البيت غاية في هذا الباب لأنه قدم ذكر الألف في الأول وقال في عجز بيت الملحة كمثل ما تكتبه لا يختلف بخلاف قوله في ذلك البيت آيات وقوله في عجز بيت الملحة وقال قوم إنها اللام فقط وقال عذاره الرقيم فز بلثمه * ولا تغير ما بقي من رسمه ولكن مرسوم الشيخ جمال الدين أمثل وأين قول الشيخ جمال الدين وارفق بمضناك فما سوى اسمه حتى يقول بعد التوطئة ولا تغير ما بقي من رسمه من قول الشيخ زين الدين عذاره الرقيم فز بلثمه وقال الشيخ زين الدين بعد بيته الأول تقول فيه خضرة يسيره * كما تقول ناره منيره دينار وجهه به شححت * وكم دنينير به سمحت يا ليته يعطف بالوصال * والعطف قد يدخل في الأفعال لا ما حلا لي في هواه العذل * لشبهه الفعل الذي يستقبل منها وأجاد عيناه أفنت أكثر العشاق * وهكذا تفعل في البواقي في ثغره جواهر غوالي * جلوتها منظومة اللآلي صورته كالبدر فوق الغصن * فانظر إليها نظر المستحسن وخل عنك يا عذول العذلا * وإن تجد عيبا فسد الخللا وهذا البيت أيضا منسوخ من إيداع الشيخ جمال الدين والبون بينهما بعيد فإن الشيخ جمال الدين اعتذر للممدوح في آخر القصيدة عن التقصير كما جرت عادة الشعراء بقوله فافتح لها باب القبول تجتلى * وإن تجد عيبا فسد الخللا هذا مع مطابقة الفتح بالسد في هذا الباب وهذا غاية وأما اعتذار الشيخ زين الدين للعاذل وقوله له