نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 70
على برى مثل قرية وقرى ، وضبط في بعض النسخ بفتح اللام ، وهو غلط ، لفساد المعنى ، لأنه يكون حينئذ من لغى يلغى لغا إذا هذى ، وقياس باب علم إذا كان لازما أن يجئ على فعل ، كفرح فرحا ، قال شيخنا : وفي الفقرتين شبه الجناس المحرف ، وفي النسخة الثانية الملحق : ويأتي جمع لغة على لغات فيجب كسر التاء في حالة النصب ، وحكى الكسائي : سمعت لغاتهم ، بالفتح ، تشبيها لها بالتاء التي يوقف عليها في البوادي أي حالة كونهم فيها ، وسوغ مجئ الحال من المضاف إليه كون المضاف عاملا فيه ، وهي جمع بادية سماعا وقياسا ، واشتقاقها من البدو ، وهو الظهور والبروز ، وإنما قيد بذلك لأن المعتبر في اللغات ما كان مأخوذا عن هؤلاء الأعراب القانطين بالبادية ، للحكمة التي أودعها الله سبحانه في لسانهم ، مع مظنة البعد عن أسرارها ولطائفها وبدائعها ومودع من أودعه الشئ إذا جعله عنده وديعة يحفظه له . اللسان أي لسان البلغاء . ألسن أفعل من لسن كفرح لسنا فهو لسن ككتف ، وألسن كأحمر ، فهو صفة أي أفصح اللسن بضمتين جمع لسان بمعني اللغة . الهوادي جمع هادية وهاد ، وهو المتقدم من كل شئ ومنه يقال للعنق : الهادي ، والمعنى مودع لسان البلغاء أفصح اللغات التقدمة في أمر الفصاحة أي الفائقة فيه ، فإن الشئ إذا فاق في أمر وبلغ النهاية فيه يقال : إنه تقدم فيه ، وفي البلغاء واللغى واللسان وما بعده من الجناس ما لا يخفى . ومخصص أي مؤثر ومفضل . عروق جمع عرق من كل شئ أصله القيصوم نبت طيب الريح خاص ببلاد العرب و ، مخصص غضي ( * ) مقصور ، وهو شجر عربي مشهور . القصيم جمع قصيمة ، رملة تنبت الغضا ، وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة ، وهو تصحيف . بما أي بالسر والتخصيص الذي لم ينله ، أي لم يعطه من النوال ، أو لم يصبه بسر وخصوص ولم يظفر به . العبهر نبت طيب مشهور . والجادي بالجيم والدال المهملة ، كذا في النسخة الرسولية والملكية ، وحكي إعجام الدال لغة ، والياء مشددة خففت لمراعاة القوافي ، وهي نسبة إلى الجادية قرية بالبلقاء ، قال الزمخشري في الأساس سمعت من يقول : أرض البلقاء أرض الزعفران ، وأقره المناوي ، والمعنى أن الله تعالى خصص النباتات البدوية كالغضا والقيصوم والشيح ، مع كونها مبتذلة ، بأسرارها ودقائق لم توجد في النباتات الحضرية المعظمة المعدة للشم والنظر كالنرجس والياسمين والزعفران ، وفي ضمن هذا الكلام تخصيص العرب بالفصاحة والبلاغة ، واقتضى أن في عروق رعي فاخر مشمومات غيرهم ، وهو ظاهر ، وفي نسخة ميرزا على الشيرازي : الخادي ، بالخاء المعجمة ، وهو غلط ، وفسره قاضي الأقضية بكجرات ، بالمسترخي ، فأخطأ في تفسيره ، وإنما هو الخاذي ، بمعجمتين ، ولا يناسب هنا ، لمخالفته سائر الفقر وكذا تفسيره العبهر بالممتلئ الجسم الناعم ، لبعده عن مغزى المراد . وبين القيصوم والقصيم جناس الاشتقاق ومراعاة النظير بين كل من النباتين ومفيض من أفاض الماء ففاض ، وأفاض أيضا إذا جمع يد فهو جمع الجمع ، واليد أصل في الجارحة ، وتطلق بمعنى القوة ، لأنها بها وبمعنى النعمة لأنها تناولها ، والمراد هنا النعم والآلاء بالروائح جمع رائحة وهي المطرة التي تكون عشية ، والغوادي جمع غادية ، وهي المطرة التي تكون غدوة ، والباء إما سببية أو غادية ، وهي المطرة التي تكون غدوة ، والباء إما سببية أو ظرفية والمراد بالروائح والغوادي إما الأمطار ، أي مفيض النعم بسببها لمن يطلبها ، أو مفيضها فيها ، لأن الأمطار ظروف للنعم ، أو أن المراد بهما عموم الأوقات ، فالباء إذا ظرفية ، وإنما خصت تلك الأوقات جريا على الغالب . للمجتدي أي طالب الجدوى أي السائل ، والجدوى والجدا العطية . والجادي المعطي ، ويأتي بمعنى السائل أيضا ، فهو من الأضداد ، قال شيخنا : ولم يذكره المؤلف ، وقد ذكره الإمام أبو علي القالي في كتاب المقصور والممدود ، وبين الجادي والجادي الجناس التام ، وبينه وبين المجتدي جناس الاشتقاق ، وفي بعض النسخ المحتدي ، بالحاء المهملة ، وهو غلط . وناقع أي مروي ومزيل غلة بالضم العطش . الصوادي جمع صادية ، وهي العطشى ، والمراد بالغلة مطلق الحرارة ، من باب التجريد ، وفسرها الأكثرون بالنخيل الطوال ، لكن المقام مقام العموم ، كما لا يخفى ، قاله شيخنا بالأهاضيب الأمطار الغزيرة ، أو هي مطلق الأمطار والثوادي صفتها ، أي العظيمة الكثيرة الماء ، أو من باب التجريد ، ويقال مطرة
( * ) بالمطبوعة المصرية والكويتية معا : غضا وهو خطأ لقوله بعدها : مقصور .
70
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 70