responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 343


مَعْنَاهُ المُبَادَرَةُ إليها ، أَو هو تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ أَو هو أَنْ يَقُولَ في أَذَانِ الفَجْرِ [1] : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ ، مَرَّتَيْنِ ، عَوْداً على بَدْءٍ ، ورَدَ في حَدِيثِ بِلاَل " أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أُثَوِّبَ في شَيْءٍ من الصَّلاة إلاَّ في صَلاَة الفَجْرِ ، وهو قَوْلُهُ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ ، مَرَّتَيْنِ . والتَّثْوِيبُ : الإِقَامَةُ أَي إقَامَةُ الصَّلاَة ، جَاءَ في الحَديث : " إذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَة فَأْتُوهَا وعَلَيْكُمُ السَّكينَةُ والوَقَارُ " قال ابْنُ الأَثير : التَّثْويبُ هُنَا : إقَامَةُ الصَّلاَةِ . والتَّثْوِيبُ : الصَّلاَةُ بَعْدَ الفَريضَة حَكَاهُ يُونُسُ ، قَالَ : ويُقال : تَثَوَّبَ إذَا تَطَوَّعَ أَي تَنَفَّلَ بَعْد المَكْتُوبَة ، أَي الفَرِيضَةِ وَلاَ يَكُونُ التَّثْوِيبُ إلاَّ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ ، وهو العَوْدَ للْصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ . وتَثَوَّبَ : كَسَبَ الثَّوَابَ قال شَيْخُنَا : وَجَدْتُ بِخَطِّ والدي : هذا كُلُّه مُوَلَّد لا لُغَوِيٌّ .
والثَّوْبُ : اللِّبَاسُ مِن كَتَّانٍ وقُطْن وصُوفٍ وخَزٍّ وفِرَاءٍ وغَيْرِ ذلكَ ولَيْسَتِ السُّتُورُ مِن اللِّبَاسِ ، وقَرَأْتُ فِي مُشْكِل القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ : وقد يَكْنُونَ بِاللِّبَاسِ والثوْبِ عَمَّا سَترَ وَوَقَى ، لأَنَّ اللِّبَاسَ والثَّوْبَ سَاتِرَانِ وَواقِيَان قَال الشَّاعرُ :
كَثَوْبِ ابْنِ بَيْض وَقَاهُمْ بِهِ * فَسَدَّ عَلَى السَّالِكِينَ السَّبِيلاَ وسيأْتِي في " ب ي ض " ج أَثْوُبٌ ، وبَعْضُ العَرَبِ يَهْمِزُهُ فيقولُ أَثْؤُبٌ لاسْتثْقَالِ الضَّمَّةِ على الوَاوِ ، والهَمْزَةُ أَقْوَى على احْتِمَالِهَا منها ، وكذلك دَارٌ وأَدْؤُرٌ ، وسَاقٌ وأَسْؤُقٌ وجَمِيعُ ما جَاءَ على هذا المِثَال ، قَالَ مَعْرُوفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبَا * حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعَا أَشْيَبَا أَمْلَحَ لاَ لَذًّا وَلاَ مُحَبَّبَا [2] ولعَلَّ أَثْؤُب مَهْمُوزاً سَقط من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَنَسَبَ المُؤلِّفَ إلى التَّقْصِيرِ والسَّهْوِ ، وإلاَّ فهو مَوْجُودٌ في نُسْخَتِنَا المَوْجُودَةِ ، وفي التَّهْذِيب : وثَلاَثَةُ أَثْوُبٍ ، بِغَيْرِ هَمْزٍ ، حُمِلَ الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَّوْبِ نَفْسِهَا ، والواوُ تَحتملُ الصَّرْفَ من غير انْهِمَازٍ ، قال : ولو طُرِحَ الهَمْزُ من أَدْؤُر أَو أَسْؤُق [3] لجاز ، على أَنْ تُرَدَّ تلك الأَلفُ إلى أَصْلِها ، وكان أَصلُها الواو ، وأَثْوَابٌ ، وثِيَابٌ ، ونقل شيخُنَا عن رَوْضِ السُّهَيْلِيِّ ، أَنه قد يُطْلَقُ الأَثْوَابُ على لاَبِسيهَا ، وأَنْشَدَ [4] :
رَمَوْهَا بأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلاَ ترَى * لَهَا شَبَهاً إلاَّ النَّعَامَ المُنَفَّرَا أي بأَبْدَان . قلت : ومثْلُه قولُ الراعي :
فَقَامَ إليها حبْتَرٌ بسِلاَحِهِ * وللهِ ثَوْبَا حَبْتَرٍ أَيِّمَا فَتَى [5] يريدُ ما اشتمل عليه ثَوْبَا حَبْتَرٍ من بَدَنِه ، وسيأْتي .
وبَائِعُه وصَاحِبُه : ثَوَّابٌ ، الأَوَّلُ عَنْ أَبي زيد ، قال شيخنا : وعلى الثاني اقتصر الجوهريّ ، وعَزَاه لسيبويهِ ، قلت : وعلى الأَولِ اقتصرَ ابن المُكَرَّمِ في لسان العرب ، حيث قال : ورَجُلٌ ثَوَّابٌ ، للذِي يَبِيعُ الثِّيَابَ ، نَعَمْ قال في آخِرِ المادّة : ويُقَالُ لصاحب الثِّيَابِ : ثَوَّابٌ .
وأَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عُمَرَ الثِّيَابِيُّ البُخَارِيُّ المَحَدِّثُ رَوَى عنه مُحَمَّد وعمرُ ابْنَا أَبِي بكرِ بنِ عُثْمَانَ السِّنْجِيّ البخاريّ ، قاله الذهبيّ ، لُقِّب به لأَنّه كان يَحْفَظُ الثِّيَابَ في الحَمَّامِ كالحُسين بن طَلْحةَ النَّعَّالِ ، لُقِّب بالحَافِظِ لحفظه النِّعَالَ ، وثَوْبُ بنُ شَحْمَةَ التَّمِيمِيُّ ، وكان يُلَقَّب مُجِيرَ الطَّيْرِ ، وهو الذي أَسَر حَاتِمَ طَيِّئ زعموا ، وثَوْبُ بنُ النَّارِ شَاعرٌ جاهليٌّ ، وثوبُ بن تَلْدَةَ بفتح فسكون مُعَمَّرٌ له شِعرٌ يومَ القَادِسيَّةِ وهو من بني وَالِبَةَ .
ومن المَجَازِ : للهِ ثَوْبَاهُ ، كما تقول : للهِ تِلاَدُهُ أَي للهِ دَرُّهُ ، وفي الأَساس : يريدُ نَفْسَه [6] ومن المجاز أيضاً : اسْلُلْ ثِيَابَكَ مِن ثَيَابِي : اعْتَزلْني وفَارِقْنِي ، وتَعلَّقَ بِثِيَابِ اللهِ : بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ ، كذَا في الأَسَاس .
وثَوْبُ المَاءِ هو السَّلَى والغِرْسُ ، نقله الصَّاغَانِيّ ، وقولهم وَفِي ثَوْبَيْ أَبِي ، مُثَنًّى ، أَنْ أَفِيَهُ ، أَيْ في ذِمَّتِي وذمَّةِ



[1] زيد في اللسان : بعد قوله : حي على الفلاح :
[2] بهامش المطبوعة المصرية : " قال في التكملة وسقط بين المشطورين الأولين مشطور وهو : من ربطه واليمنة المعصبا . ا ه‌ " .
[3] اللسان : " وأسؤق " .
[4] البيت للشماخ .
[5] بهامش المطبوعة المصرية : " قوله فقام الخ أنشد الشطر الأول في الأساس هكذا : فأومأت إيماء خفيا لحبتر فالله الخ " .
[6] عبارة الأساس : ولله ثوبا فلان ، كما تقول : لله بلاده تريد نفسه .

343

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست