responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 248


لا يعقبُه ضَرَرٌ وإن بَعُدَ هضمُه . والمَريءُ : سريعُ الهَضْمِ . انتهى . وقال الفَرَّاء : مَرُؤَ الرجلُ مُرُوءةً ومَرُؤَ الطَّعامُ مَراءةً ، وليس بينهما فرقٌ إِلاَّ اختلافُ المصدرين . وفي حديث الاستسقاءِ " اسْقِنا غَيْثاً مَريئاً مَريعاً " وقالوا : هَنِئَني [1] الطَّعامُ ومَرِئَني وهَنَأَني ومَرَأَني بغير أَلف في أَوَّله على الاتباع ، أَي إِذا أَتبعوها هَنَأَني قالوا مَرَأَني فإن أُفْرِدَ عن هَنَأَني فأَمْرَأَني ولا يقال أَهْنَأَني ، يقال : مَرَأَني الطَّعامُ وأَمْرَأَني إِذا لم يثقُل على المَعِدة وانْحَدَرَ عنها طيِّباً . وفي حديث الشُّرْبِ " فإنَّه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ " قال : أَمْرَأَني الطَّعامُ إمْراءً ، وهو طعامٌ مُمْرِئٌ ، ومَرِئْتُ الطَّعامَ ، بالكسر : اسْتَمْرَأْتُهُ ، وما كانَ مَريئاً ولقد مَرُؤَ ، وهذا يُمْرِئُ الطَّعامَ . وقال ابن الأَعْرابِيّ : ما كانَ الطَّعامُ مَريئاً ولقد مَرُؤَ [2] وما كانَ الرجلُ مَريئاً ولقد مَرُؤَ . وقال شَمِرٌ عن أَصحابه : يقال مَرِئَ لي هذا الطَّعامُ مَراءةً ، أَي اسْتَمْرَأْتُهُ ، وهَنِئَ هذا الطَّعامُ ، وأَكلْنا هذا الطَّعامَ حتَّى هَنِئْنا منه ، أَي شبعْنا ومَرِئْتُ الطَّعامَ فاسْتَمْرَأْتُه [3] ، وقلَّما يَمْرَأُ لك الطَّعام .
وكَلأٌ مَرِيءٌ : غير وَخيمٍ ، ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءةً فهي مَريئَةٌ أَي حَسُنَ هَواؤُها .
والمَرِيءُ كأَميرٍ : مجرى الطَّعامِ والشَّرابِ ، وهو رأسُ المَعِدَةِ والكَرِشِ اللاّصِقِ بالحُلْقومِ الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ ويدخل فيه ج أَمْرِئَةٌ ومُرُؤٌ مهموزةٌ بوزن مُرُعٍ ، مثل سريرٍ وسُرُرٍ ، وكلاهما مَقيسٌ مسموعٌ ، وفي حديث الأَحنف : يأْتينا [4] في مثل مَرِيءِ نَعامٍ [5] . المَرِيءُ : مجرى الطَّعام والشَّراب من الحَلْقِ ضَرَبَه مَثلاً لضيقِ العَيْشِ وقلَّة الطَّعام ، وإِنَّما خصَّ النَّعامَ لدِقَّةِ عُنُقُه ، ويُستدلُّ به على ضيقِ مَرِيئِه ، وأَصلُ المَرِيءِ رأسُ المَعِدَةِ المتَّصلُ بالحُلْقوم ، وبه يكون استمراءُ الطَّعام ، ويقال هو مَرِيءُ الجَزورِ والشَّاةِ للمُتَّصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطَّعام والشَّراب . قال أَبو منصور : أَقْرَأَني أَبو بكرٍ الإياديُّ ، المَرِيءُ لأبي عبيدٍ ، فهمزه بلا تشديد . قال : وأَقْرَأَني المنذريُّ : المَرِيُّ ، لأبي الهيثم فلم يهمزه وشدَّد الياء .
والمَرْءُ : مُثلّثة الميم لكن الفتح هو القياس خاصَّةً والأُنثى مرأة : الإنسانُ أَي رجلاً كانَ أَو امرأةً أَو الرجلُ ، تقول هذا مَرْؤٌ وكذلك في النصب والخفض بفتح الميم ، هذا هو القياس ومنهم من يضمّ الميمَ في الرفع ، ويفتَحها في النَّصب ، ويخفضها في الكسر [6] ، يُتْبِعُها الهمز ، على حَدِّ ما يُتبِعونَ الرَّاءَ إيَّاها إِذا أَدْخلوا ألف الوَصْلِ ، فقالوا [7] : امْرُؤٌ ، وقال أَبو خِراشٍ الهذليُّ :
جَمَعْتَ أُموراً يُنْفِذُ المِرْءَ بعضُها * من الحِلْمِ والمَعْروفِ والحَسَبِ الضَّخْمِ هكذا رواه السّكّريّ بكسر الميم ، وزعم أَنَّ ذلك لغة هُذيلٍ . ولا يُكَسَّر هذا الاسم ولا يُجمع [8] من لفظه جمعَ سلامَةٍ ، فلا يقال أَمْراءٌ ولا أَمْرُؤٌ ولا مَرْؤونَ ولا أَمارِئٌ ، ولكن يُثَنَّى فيقال : هما مِرْآنِ صالِحانِ ، بالكسر لغة هذيل ويُصغَّر فيقال مُرَيْءٌ ومُرَيْئة . وفي الحديث " تَقْتَلونَ كَلْبَ المُرَئيةَ " وهي تصغير المرأة أَو سُمِعَ مَرْؤُونَ جمع سلامة ، كما في حديث الحسن " أَحْسِنوا أَمْلاءَكُم [9] أَيُّها المَرْؤُونَ " قال ابنُ الأَثير : هو جَمْعُ المَرْءِ ، وهو الرجُل ، ومنه قول رؤبة لطائفةٍ رَآهم : أَين يُريد المَرْؤُونَ ؟ وقال في المشوف : هو نادر .
وربَّما سمُّوا الذِّئب امْرَأً ، كذا قاله الجوهريّ ، وصرَّح الزَّمخشري وغيره بأَنَّه مجازٌ ، وذكر يونس أَنَّ قول الشاعر :
وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدو على كُلِّ غِرَّةٍ * فتُخْطِئُ فيها مَرَّةً وتُصِيبُ يعني به الذِّئب وهي الأُنثى بهاءٍ ويُخفَّف تخفيفاً قياسيًّا ويقال : وفي بعض النُّسخ ويقِّلُّ ، أَي في كلام أَهل اللسان مَرَةٌ بترك الهمز وفتح الرَّاء وهذا مُطَّرِد ، قال سيبويه : وقد قالوا : مَرَاةٌ وذلك قليل ، ونَظيرُه كماة ، قال الفارسيّ : وليس بمُطَّرد ، كأَنَّهم توهَّموا حركة الهمزة على الرَّاء فبقِيَ مَرَأْةً ثمَّ خُفِّف على هذا اللفظ ، وأَلحَقوا ألف الوصل في المؤنَّث أيضاً



[1] كذا بالأصل واللسان ، وبهامشه " قوله : هنئني الطعام الخ " كذا رسم في النسخ وشرح القاموس أيضا .
[2] اللسان : مرأ .
[3] الصحاح : استمرأته .
[4] الفائق والأساس : يأتينا ما يأتينا .
[5] الفائق والأساس : النعامة .
[6] اللسان : ويكسرها في الخفض .
[7] الأصل : " فقال امرؤ " وما أثبتناه عن اللسان . وقد أشارت وبهامش المطبوعة المصرية : " قوله فقال امرؤ هكذا بخطه وليحرر " .
[8] اللسان : على .
[9] في النهاية : " ملأكم " وبهامش المطبوعة المصرية : " قوله أملاءكم أي أخلاقكم قال في النهاية ومنه حديث الحسن أنهم ازدحموا فقال : أحسنوا أملاءكم أيها المرؤن " كذا .

248

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست