responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 241


عنه ، وقد تقدَّم ، فلعلَّه سهوٌ في النَّقْلِ أَو حُكِي عنه اللفظانِ ، وسبب التوهيم إيَّاه إِنَّما هو في ادِّعائه القياسَ ، مع أَنَّ المعروف أَنَّ فَعَّالاً لا يُبنى من الرُّباعيِّ فما فوق ، وإِنَّما يُبنى من الثلاثيِّ خاصَّةً ، ومع ذلك مقصورٌ على السَّماعِ ، ويُجاب عن الجوهريّ بأَنَّه ثلاثيٌّ مَزيدٌ ، ولم يعتبروا الرَّابعَ فتصرَّفوا فيه تَصَرُّفَ الثلاثيّ ، ولم يعتبروا تلك الزيادة ، قال أَبو عليٍّ الفارسيّ : هو من باب سَبْطَرَ وحِرْفَتُه اللِّئَالَةُ بالكسر ، كالنِّجارة والتِّجارة ، وقد يقال يَمتنع بناءُ فِعَالة من الرُّباعيّ فما فوق ذلك ، كما يمتنع بناء فَعَّال ، فإثباته فيه مع توهيمه في الثاني تناقُضٌ ظاهرٌ ، إِلاَّ أَنْ يخرج على كلام أَبِي عليٍّ الفارسيّ المتقدِّم .
واللُّؤْلُؤَةُ : البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ .
ولأْلأَ الثَّوْرُ بذَنَبِه : حرَّكه ، ويقال للثَّوْر الوحشيِّ : لأْلأَ بذنبه .
وإطلاقُ اللُّؤْلُؤَة على البقرة مَجازٌ ، كما قاله الراغبُ والزمخشريُّ وابنُ فارسٍ ، ونبَّه عليه شيخنا ، وهل يقال للذَّكر منها لُؤْلُؤٌ ؟ فيه تأَمُّلٌ .
وأَبو لُؤْلُؤَةَ فَيْروز المَجوسيّ النَّهاوَنْدِيّ الخَبيث الملعون غلامَ المُغيرَةِ بن شُعْبَة رضي الله عنه قاتِلُ أَمير المؤمنين عُمَرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه ، طعنه هذا الملعونُ بخِنْجَرٍ في خاصِرَته حين كبَّرَ لصلاة الصُّبْح ، فقال عُمَرَ : قَتَلني الكَلْبُ ، وكانت وفاته يوم الأربعاء لأَربعٍ بَقينَ من ذي الحِجَّة سنة 24 وغسَّله ابنُه عبد الله ، وكفَّنه في خمسَةِ أَثوابٍ ، وصلَّى عليه صُهَيْبٌ ، ودُفِن في بَيْتِ عائشَةَ بإِذنِها ، رضي الله عنهم ، مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ورأْسُه عند حَقْوَيْ أَبِي بكرٍ رضي الله عنه ، ولقد أَظْرَفَ من قال :
هذا أَبو لُؤْلُؤَةٍ * مِنْهُ خُذوا ثَارَ عُمَرْ ولأْلأَتِ المرأَةُ بعينها وفي نسخة : بعينيها : برَّقَتْها [1] ، وهل يقال لأْلأَ الرجلُ بعينيه بَرَّقَها ؟ الظاهرُ نعم ، ويحتمل أَن يأتي مثلُه في الحيوانات ، ولأْلأَتِ الفُورُ بالضَّمِّ ، الظِّباءُ ، لا واحد لها من لفظها ، قاله اللّحيانيّ ، فقولُ شيخنا : الواحدُ فائِرٌ ، منظورٌ فيه ، بذَنَبِه ، كذا في النسخ بتذكير الضمير ، والأَوْلى ، بذَنَبِها ، كذا في الصحاح وغيره من كتب اللغة ، ووقع في بعض النسخ : الثَّورُ بدل الفُورِ ، فحينئذ يصحُّ تذكير الضمير ، وفي المثل " لا آتيكَ ما لأْلأَتِ الفُور ، وهَبَّتِ الدَّبُور " أَي الظِّباءُ وهي لا تزالُ تُبَصْبِصُ بأَذْنابِها ، ورواه اللّحيانيّ : ما لأْلأَتِ الفور [2] بأَذنابها . ولأْلأَ الظَّبْيُ مثل لأْلأَ الثورُ ، أَي حرَّكه . ولأْلأَتِ النَّارُ لأْلأَةً إِذا تَوَقَّدَتْ وتَلأْلأَت النارُ : اضْطَرَمَتْ ، وهو مجاز ، كما بعده ، ولأْلأَت العَنْزُ : اسْتَحْرَمَتْ ، وقال الفَرَّاء : لاَلاَت العَنْزُ ، فتركوا الهمز ، وعنز مُلالٍ ، فأَعلَّ بترك الهمز ، ولأْلأَ الدَّمْعُ لأْلأَةً : حَدَرَهُ على خَدَّيْه مثل اللُّؤْلُؤ .
ولونٌ لُؤْلُؤَانٌ أَي لُؤْلُئِيٌّ أَي يُشبه اللؤْلُؤَ في صفائه وبياضه وبريقه ، قال ابنُ أَحمر :
مارِيَّةٌ لُؤْلُؤَانُ اللَّوْنِ أَوَّدَها * طَلٌّ وبَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ [3] أَراد لُؤْلُؤِيَّتَه برَّاقته .
والَّلأْلاءُ كسلسال : الفرَحَ التَّامُّ . وتَلأْلأَ النجمُ والقمرُ والبَرْقُ والنَّارُ : أَضاءَ ولمَعَ ، كَلأْلأَ في الكُلِّ ، وقيل : اضطربَ بَريقُه ، وفي صفته صلّى الله عليه وسلّم : يَتلأْلأُ وجْهُهُ تَلأْلُؤِ القمرِ ، أَي يشرِق ويَسْتنيرُ ، مأْخوذٌ من اللُّؤْلُؤِ .
قال شيخنا وأبو عليّ محمد بنُ أَحمد بن عمر اللُّؤْلُئِي راوي السُّنَن عن أَبِي داوودَ ، فلو ذكره المُؤَلِّف بدَلَ أَبِي لُؤْلُؤة كانَ حسناً ، انتهى . قلت : وفاته أيضاً عبد الله بن خالد بن يزيد اللُّؤْلُئي ، حدَّث بِسُرَّ من رأَى ، عن غُنْدُرٍ [4] ورَوْحِ بن عُبادة وغيرِهِما ، ترجمه الخطيب ، وأَبو عبد الله محمد ابن إسحاق البلخيّ اللُّؤْلُئِي ، وروى عن عمرو بن بَشير عن أَبيه عن جدِّه ، وعنه موسى الحَمَّال ، أَخرج حديثه البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب ، كذا في كتاب الزجر بالهجر للسيوطي . ومَسْجِد اللُّؤُلُؤَةِ من مشاهد مِصْرَ ، وذكره ابنُ الزيَّات في الكواكِب السَّيَّارة .



[1] اللسان : برقتهما .
[2] في الأساس : العفر .
[3] بالأصل " بشن " وما أثبتناه " بنس " عن اللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : " قوله وبشن كذا بخطه والنسخ أيضا ولم أجد بشن في القاموس ولعله مصحف فليحرر " .
[4] واسمه محمد بن جعفر ، وغندر لقب .

241

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست